كبش فداء!

تكشف لنا مواقع التواصل الاجتماعي حقائق وعجائب وكوارث يقف فيها البشر مواقف مختلفة ومتنوعة وأحياناً متضادة وهذا واقع صحي خلاق يثري المجتمع ويكشف العيوب ما لم تشخصن الأمور وتحمل على غير محملها وفي سياق غير سياقها لكي نبتعد عن الجمود بمبدأ الإقصاء.

اليوم أتحدث عن واقع التعليم في محافظة جدة وإن كانت هناك بعض من البيئات المشابهة والمماثلة وإن اختلفت الوقائع والحوادث، لكنها اتفقت في نهجها لمواجهة تلك الثغرات والعثرات بتقديم “كبش فداء” وهو الحل الأسهل بدلاً من حلها وصناعة تأثير إيجابي ملموس يحقق نتائج ايجابية وينتزع منها خدمات تعليمية مستحقة ، ويخدم بذلك المصلحة المشتركة “ولعل أولها البيئة التعليمية الصحية للطالب”.

ليس للخلاف الشخصي أو اختلاف وجهات النظر وتصفية الحسابات مكان في البيئة الصحية أو الجاذبة ، كما أنه لا يوجد انتصار للذات أو مكان للهروب أو النأي بجانبه وقت المشكلة أن كنا نرغب في صعود القمة ، لان الانتصار هنا بطعم الخسارة وعدم إنزال الناس منازلهم يجعل المشهد رمادياً وتتسلق الانتهازية، وينفر منها المخلص، ويتقاعس المجتهد وتتشوه الصورة.

من الحكمة أن تكسب مزيد من الأصدقاء وقت الأزمات بدلاً من زيادة الخسارة بفقد بعضهم حينما تشتد الأمور وتحتدم وتبلغ النفوس الحلقوم .

رسالتي لنفسي أولاً ولكل معلم وإداري وقائد ومشرف كبر منصبه أو صغر:  ركز على النتائج، استغن عن هوس السيطرة، قدم الدعم، ركز على أولوياتك، جد واجتهد و حل القضايا ولا تخلق المشكلة ، بل سارع إلى وأدها وذر التراب عليها ومن ثم دفنها فهناك فرق بين شخص يصنع الإنجاز وشخص آخر يزرع الأحباط ويصنع المشاكل ، وفي كل الحالات واجه ولا تنأى بنفسك.

همسة نبوية ومنهج إداري عظيم حين قال رسول الله ﷺ : ليس الشديد بالصُّرَعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب.

خالد المرامحي

مقالات سابقة للكاتب

11 تعليق على “كبش فداء!

بنت حرب

البعض عندما يملك منصب يرى ان كل العالم من حوله مخطئ وهو فقط ع صواب لا يستمع لمن حوله وان استمع لا يرى سوء انه هو الوحيد بهذا العالم ع صواب !! محزن أمره فتقبل الرأي والرأي الآخر يصعد بنا للقمه اما سماع صوت مخيلته لا يوصلنا الا نهاية الطريق بل يرجعنا دوما للخلف
عندما وصلت لما انت عليه كانت الآمال المرجوه منك هي النهضة والتطوير ولكن للاسف لانشاهد من البعض الا الوقوف على ماسلم له قد تكون هيبة الكرسي أنسته ماهو مرجو منه وأصبح فقط يعادي كل من هم أمامه للمحافظة عليه وأصبح هوسا محاربتهم شغله الشاغل …ومحاربة الناجحين هدفه ؟؟؟؟

ابو عبد العزيز

ما شاء الله تبارك الله اخي خالد كلام عقلاني
متزن يدعوا الى التأني في اتخاذ القرار يخاطب
الرجل في بيته وتربية ابناءه والقائد والمشرف
والاداري كلٍ حسب موقعه .. باتخاذ بعد النظر
وحساب الأمور بتريث وروية .. تحياتي لك .

mmm

كلام سليم و ان مراقبة الله أولا و مراقبة الذات و تقبل الآراء واختيار اصوبها هو معيار كل نجاح … اسأل الله ان يديم الازدهار و الرقي لمجتمعنا .

صالح آل سحيم

كلام مهم فهمه والعمل به. لا بد من التركيز على النتائج وتعزيزها في حالة النجاح وتقويمها ودعمها في الحالات الاخرى. دون التعالي والشخصنه وسياسة قالو لنا كذا وكذا. مهم جداً أن نفهم بأنه ليس كل سائد صحيح كما أن ليس كل صحيح سائد الموضوع له أوجه كثيرة ومتشعبه ليتنا في ذلك المكتب الصغير في حجمه والكبير برجاله فقد أشتقت كثيراً لذلك المكتب الذي خرج منه مقالات عدة. شكراً بحجم السماء أستاذي الفاضل خالد

الحربي

ماشاء الله تبارك الله
أتيت بالمختصر والمفيد ياليتهم يعلمون فيعملون
شكرا خالد مقال في منتهى الشفافية

ابو نواف

شكرا اخي خالد
اتيت بالمختصر المفيد

غير معروف

راااائع أخي خالد
مبادئ مهمة متى ما طُبقت فستكون طريق ممهد للتطوير وتحقيق الأهداف .

حاسن الصعيدي

أحسنت أستاذ خالد
كلام جميل و جاء على فاقة كما يقولون وفي وقته
وفقك الله ونفع الله بك

ديلاور

استاذى الفاضل اهل مكه ادرى بشعابها وبما أنى لست من منسوبي التعليم الإكارم ولا يوجد في عائلتى من يعمل في هذا المجال فمن غير المنطق والعقل ان اصب جام غضبي وأسل سيف الاتهامات او ان أزف عظيم امتناني لعالم ظاهره جميل وهدفه نبيل وما يدور في الخفايا لا يعلمه الا من ينتسب اليه فهم اهل الحل والعقد ولكن من خلال مقالاتك اجدها تشمل حيزا اوسع من التعليم تخاطب كل من بيده اتخاذ القرار لذا سوف اتحدث مستعين بحكمه افلاطونية في حب الذات وقول العزيز الحكيم في عواقب الظلم .
(اعظم الانتصارات هو الانتصار على الذات )انتهى كلام أفلاطون والله حسيبه ويقول ديلاور غفرالله له البعض القله وليس الكل مصاب بمرض النرجسية وتقديس الذات وانكار الآخر ويسعى جاهدا وبكل ما أوتى من قوة لإسقاط الآخر وذالك بنسب كل إخفاقاته ومصائبه على كبش فداء مما يكون سببا في ظلم إنسان وهو يعلم ان الظلم عواقبه وخيمه والله يمهل ولا يهمل وسوف يسلط الله على الظالم بظالم هذا غير الخيبه واللعن والهوان والذل يوم القيامة (( وقد خابا من حمل ظلما)) (( ألا لعنة الله على الظالمين)) وللظلم صور بشعه متعددة قد يظلمك شخصا اكثر منك جاه او مالا او نفوذا فلا أمل لديك من استعاده حقك المسلوب ولكن بعزة الله وجلاله لن يضيع وان طال الزمن فمسئله وقت فقط وسوف يتم تصفيه الحسابات.
وهناك ظلم من تعده اقرب إليك من دقات قلبك عندها تصبح الحياة لا طعم لها. لايوجد إنسان لم يتعرض لظلم في يوما من الأيام ولكن بدرجات تتفاوت في شدتها وألمها والمقدرة على تجاوزها.
همسه محب
لكل من وقع عليه ظلم لا تستعين بظالم على ظالم حتى لا تقع فريسه بين الاثنين. استعن بالله ولا خاب من استعان به.
أستاذ خالد أتشرف بان أكون من ضمن قائمه المعجبين من القراء الكرام المتابعين لسعادتكم

أحمد بن مهنا

جعلتني أفكر لماذ كان ما ورد في هذا المقال واقعا فعلا ؟
ولا أعتقد أن من توجد فيهم تلك الصفات يريدونها في أنفسهم ، وهم قلة من وجهة نظري ، ولم يشغلني قلة كانوا أو كثرة ، إنما دار في ذهني حتى جال : لماذا ذلك فينا؟
وهدأته بأن عذرنا أنه هذه قدراتنا ، لم يوحَ إلينا وحي ! ولم نتعلم ، وربما لم ندرِ أصلا أننا بحاجة لنتعلم . وهنا علينا أن نقبل الشرب من ماء عاكر مادمنا لانرد الأنهار ،

شكرا لك أستاذ خالد ، طرحت فكرا فاستمتعت بالتفكير معه

الصاطي

نعيش حالياً حراكاً تعليمياً عبر ورش عمل ولقاءات عديدة في وزارة التعليم لتقييم التعليم
لربما في الأيام القادمة تسمع خبراً مفرحاً
يكشف من خلاله الستار عن الأقنعة
تحياتي للجميع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *