في ليلة جمعة كان مواطنوه يكثرون من الصلاة والسلام على المصطفى سيد الخلق محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم . وإذا بهمسات تتردد في وجل ورسائل تترى في خجل، تتقدم خطوة وتتأخر خطوات أخرى . وبدأ الناس في حالة وجوم وترقب ويتمنون أنهم في حلم ، وأن ما يدور من أخبار ليس صحيحاً .. بيد أن الخبر تأكد وأعلن النبأ ، نبأ الخطب كبير والمصاب الجلل … لقد أصيبت الأمة بفقد زعيمها وقائدها ووالدها وصقرها عبد الله بن عبدالعزيز آل سعود والد الجميع وحبيب الشعب.
الأب الحنون يطلبكم الحل، فقد رحلت روحه الطيبة إلى باريها … يالها من ساعة عصيبة وياله من خبر مفزع أفاق عليه كل المجتمع.
لقد حل الرحيل… وصعدت الروح إلى جوار ربها .. يا له من فقد وأي فقد ؟! ، روح تروح وأي روح ؟! … وحبيب شعب وأي حبيب ؟!.. .
لقد فزع الناس رجالا ونساء صغارا وكبارا إلى الدعاء له وأخذت الألسن قبيل الفجر تلهج له بالدعاء بالرحمة والمغفرة ، واذا الجزيرة يعمها ازيز دعوات وعيون تغرق بالدموع والصدور تلجلج بها الآهات … أجساد قواها لم تعد باستطاعتها تحملها لكنها هرعت ترفع أكفها وقت هجعة الليل وعند نزول ملك الملوك علام الغيوب : يارب هذا عبدك عبدالله بن عبدالعزيز وافد إليك وقد أوصانا بالدعاء له ، فيارب أكرم وفادته وانزله منازل الشهداء والصالحين مع النبيين والصادقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا …
فسبحان من جمع له بين دعاء أحبابه عند السحر في ليلة جمعة وبركة صبحها وفضل يومها، وفي ساعة تستجاب فيها الدعوة.
وداعاً أبا متعب ياحبيباً تنافس على بشته حارس أمنه وأبنه كل يجره إليه، يقول أنا أولى به. الأبن محق مصيب في مطلبه فهو أبيه ومن ذا ينازع أبن في أبيه . وذاك حارس أمنه كان تحت عينه أكثر من عين الولد تنازعا البشت تنازع أرواح في مغنم … فهنيئا له بهذا الحب الذي زرعه في قلوب شعبه هاهو اليوم يحصد ما زرع حباً ودعائاً ..
آه أبا متعب .. لقد أتعبت الملوك من بعدك ، بل حتى الرحيل من بعدك تعب …
فيااااااااارب عبدك عبد الله غادرنا وغابت شمسه إذ هو إليك قد ارتحل ، وإلي جنابك قد حل …فأجعل غروب شمسه اشراقة شمس له أخرى واسعده سعادة ﻻ يشقى بعدها ابداً. وعوضنا في خلفه سلمان عبدالعزيز واجعله خير خلف لخير سلف وأشدد عضده بولي عهده مقرن بن عبدالعزيز وولي ولي عهده محمد بن نايف واجعلهم هداة مهتدين صالحين مصلحين، رحمة على العباد والبلاد ، عزاً للإسلام والمسلمين.