بسبب رؤيا أسلم بروفيسور الرياضيات الدكتور جيفري لانغ وهذه تفاصيل الرؤيا :
“لقد كانت غرفة صغيرة ، ليس فيها أثاث ما عدا سجادة حمراء ، ولم يكن ثمة زينة على جدرانها الرمادية ، وكانت هناك نافذة صغيرة يتسلّل منها النور … كنا جميعاً في صفوف ، وأنا في الصف الثالث ، لم أكن أعرف أحداً منهم ، كنا ننحني على نحو منتظم فتلامس جباهنا الأرض ، وكان الجو هادئاً ، وخيم السكون على المكان ، نظرت إلى الأمام فإذا شخص يؤمّنا واقفاً تحت النافذة ، كان يرتدي عباءة بيضاء … استيقظت من نومي ! رأيت هذا الحلم عدة مرات خلال الأعوام العشرة الماضية ، وكنت أصحو على أثره مرتاحاً” ..
كانت هذه الرؤيا نقطة تحول في حياة البروفيسور ، وبفضل من الله دخل الإسلام ، واهتم بالاسلام بشدة وكتب لنا أعمق وأجمل المؤلفات عن الايمان وكيف تحول من الإلحاد إلى الاسلام ، جديرة هذه الكتب أن نقتنيها وأن تعرض بشكل رسمي على شاشات قنواتنا وعرضها في المدارس وفي كل مكان في بقاع الأرض .
وهنالك الدكتور مصطفى محمود كيف غيرت رؤيا حياته وظل متمسكاً بيقينه الكامل بالله ونشر أجمل الدروس والعبر ، وهناك على الضفه الأخرى رؤيا كانت سبباً في تحوله من الإلحاد إلى الإسلام ابن بلاد الرافدين العراق الدكتور فاضل السامرائي – رحمه الله – ، حيث أخرج لنا أصدق البرامج والكتب ، عالم جليل أولاً أثبت وحدانية الله ثم انتقل إلى إثبات نبوءة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وأجمل إرث تركه بعد مماته حلقة تجدونها على اليوتيوب اسمها نداء الروح ..
هولاء الثلاثة بسبب رؤيا كان لها بالغ الأثر في تغيير مسارهم من الكفر إلى الإيمان ، وأصدق مثال رؤيا نبينا يوسف عليه السلام لنا فيها أعظم عبرة ..
الله سبحانه وتعالى له حكمته في كل أمر من أمورنا فكل تدبيره خير ولو ظن الانسان عكس ذلك بعد برهة من الزمن سيحمد الله على كل شيء حدث له ..
في زمن أصبح الإلحاد موجة عاتية نواجهها بدون قوة علمية تخرجه من محيط هذا الجيل ، الذي يجهل الكثير بسبب سيطرة الجهل والغياب الحقيقي لدور التعليم وضعف المناهج في إنتاج فكر متوازن يعالج مايدور في أذهان كل من يشكك بقول أو فعل ، فإذا تمكن الالحاد والتطرف والغلو من مجتمع فسوف تسقط القيم والأخلاق ونحن الان نشاهد مايحدث ، وغياب دور الاعلام الهادف ومحاولات خجولة من بعض طلبة العلم لردع هذه الظاهرة، بكل صدق إعلامنا ليس له حضور على الميدان ونجد أن تسليط الضوء على أنور نحن لسنا بحاجة إليها ويتجاهل الدور الخطير لهذه القضية، التي أخذتها بعض الدول كهدف لتشوية الاسلام، وجعلت من المملكة العربية السعودية في ميدان العاصفة في حملات التشوية المغرضة.. إعلامنا يحتاج فعلاً إلى كوادر مهنية فعالة ..
فنجد الضعف في المعالجة ونقص الاحترافية في التعامل مع جيل يجب أن ناخذ بأيديهم إلى بر الأمان عبر مناقشة أفكارهم ودرء خطر هذه العوامل الهدامة التي تنشأ بسبب ضعف التوجيه ورقابة الوالدين أو التفكك الأسري ، ومابين الشك واليقين هناك حرب طاحنة بين مؤيدين ومعارضين ، ومابين الفهم والجهل وتبادل التهم ، وزعزعة العقول ..
هناك علم شرعي وعلوم شتى تثبت وجود الله ونبوءة محمد صلى الله عليه وسلم ، هذه الدراسات والمؤلفات والاكتشافات يجب أن تاخذ حقها في النشر ، وحجج يجب أن نهتم بتوصيلها للجميع لتبصر النور لكافة من يشكك أو يزايد على هذا الدين العظيم ..
في عصرنا الحالي للأسف أصبح التمرد في العلن وأصبح باب يطرق للبحث عن الشهرة عند إثارة الجدل بكل مايمس عقيدتنا وثوابتنا الراسخة ، ودون أن يكلف الشخص نفسه عناء البحث والتقصي بقراءة القران بتدبر وفهم ، لكان رق القلب واستعان بخالقه في الوصول إلى الايمان الكامل ، وعدم اطلاعه على كتب العلماء الذين ضلوا ثم اهتدوا ، وهناك أنموذج حقيقي من العلماء في الشرق والغرب أسلموا ولهم العديد من البرامج والكتب التي دافعوا بها عن الدين الاسلامي وصدوا بها موجة الالحاد .. كانوا يبحثون بصدق عن وحدانية الله وفي لحظه تغيرت كافة قناعاتهم فالهداية تكون للشخص الصادق .
عواطف الثلابي السلمي
مقالات سابقة للكاتب