متحف بالجموم يعيد الحياة لسوق مجنة بعد قرون من غيابه

هو الأول من نوعه ويشتمل على أكثر من ٥٥٠ قطعة أثرية

متحف بالجموم يعيد الحياة لسوق مجنة بعد قرون من غيابه

أعاد متحف يعد الأول من نوعه بالجموم الحياة لسوق مجنة التاريخي والتراث القديم بالمحافظة والمناطق من حولها بجمعه أكثر من ٥٥٠ قطعة أثرية تحت سقف واحد حيث بداية نشأة المتحف بجهود ذاتية من ( ماجد السهلي ) سعياً منه للحفاظ على التراث الثقافي وإبرازه وبيان طرق وأساليب الحياة التي عاشها سكان وادي فاطمة ( الجموم ) في منطقة مكة المكرمة في الماضي ، ودفعه اهتمامه بالتراث فتح متحفاً لتوثيق الثقافة المحلية لمحافظة الجموم وسكانها ، وقد توالت عليه الزيارات وكان آخرها زيارة الجمعية التارخية السعودية في ١٤٤٠/٧/٦هـ واندهشوا من محتوياته وثمنوا جهد القائمين عليه.

وكان قد أسهم في إبراز جانب من تراث الجموم من خلال مشاركاته بالمهرجانات والاحتفالات ، و تقديمه لمحة عن التاريخ القديم لسوق مجنة الأثري وأهميته للمنطقة ، الذي يلي سوق عكاظ وسوق ذي المجاز بالعصر الجاهلي .

وقال ماجد السهلي صاحب متحف مجنة وأحد المهتمين بالتراث عامة وسوق مجنة التاريخي خاصة، أنه صاحب مبادرة الجموم 2030 للسياحة والذي يعمل على جمع القطع والمواد التراثية فيه ؛ مشيراً الى أن محافظة الجموم تزخر بعدد من الاثار القديمة أعمقها سوق مجنة الذي يعد ملتقى ثقافي واقتصادي تجتمع فيه القبائل العربية في العصر الجاهلي وصدر الاسلام لتبادل المنافع .

وكان قد شهد إقبال أعداد كبيرة من السواح والمهتمين بالآثار ،
وقال “لقد دفعني حبي للتراث وإدراكي لأهميته ودوره في ربط الماضي بالحاضر لإنشاء هذا المتحف ، وهو لازال في طور الإعداد ، أما صورته النهائية في ذهني واسعة جداً وشاملة وان شاء الله مع العزيمة الصادقة والارادة القوية والدعم السخي وتعاون الجميع ترتسم هذه الصورة ويتحول الحلم إلى واقع ليبرز ماضي وإرث محافظة الجموم في أبهى صورة وأثرى محتوياته”.

وأضاف : “اليوم بلغت القطع والمواد التراثية أكثر من ٥٥٠ قطعة وعنصر مختلفة يعود بعضها إلى سوق مجنة منذ العصر الجاهلي وتوجد به سيارة من عهد الملك عبدالعزيز يرحمه الله
وقد جعلت مساحة من استراحتي الخاصة مقراً له”.

ومن بين المعروضات قطع من العملات القديمة والأواني المصنوعة من النحاس الأصفر مثل أباريق الشاي وآنية المياة ومجموعة متنوعة من أواني المطبخ بما في ذلك الملاعق، والمدقات والرحى وهي طواحين من الحجر مع مقبض في الأعلى لطحن الحبوب، وأواني الصلصال التي تُستخدم للحفاظ على برودة المياه خلال الصيف، وأفران من الطين وجميع أنواع الجلود واستخداماته ، كما تُعرض آلات الصيد والزراعة القديمة بما في ذلك المنجل، وبنادق الصيد، والرماح وقدور الطبخ والمفاتيح والأقفال المصنوعة من الخشب ولعب الأطفال أيام زمان والزي القديم للرجال والنساء والسكاكين والمناجل والمغاريل والسيوف وحلي النساء القديمة وغيرها”.

ويقول ماجد إن المعروضات هي ممتلكات شخصية له، بينما تم جمع أشياء أخرى من الأهالي ، مضيفاً أنه في بعض الأحيان يجد صعوبة في إقناع الناس بتسليم مواد انتقلت إليهم من أجدادهم عبر الأجيال ، فيما يتفهم البعض قيمتها بحفظها وعرضها في متحف متخصص فيسلمها عن قناعة.

وقال ماجد “أنا تقريبا من ثلاث عشر سنة بدأت أجمع كل المقتنيات التي تخَص الجموم والمناطق حولها حتى إن الواقف أمام المعروضات يشاهد صوراً متلاحقة لتاريخ أماكن وأنماط حياة المجتمعات من العصر الجاهلي حتى يومنا الحاضر”.

وناشد السهلي كل الجهات المعنية بالسياحة والاثار والمهتمين ، العمل على إنقاذ سوق مجنة الأثري من الاندثار بتسريع تحديد إطاره وتسويره والعمل على إعادة هيكلته وترميمه وتكثيف الدراسات والبحوث حوله وتوظيفه ليكون رافداً سياحياً وقطاعاً استثمارياً وليكون وجهة سياحية جديدة تبعث حراكاً ثقافياً وتوجد نشاطاً اقتصادياً يسهم في تطوير المكان وتنمية الانسان.

تعليق واحد على “متحف بالجموم يعيد الحياة لسوق مجنة بعد قرون من غيابه

أحمد بن مهنا

سبحان الله !
بعد موتها تماما واندثار كل ما يدل عليها سوى ذكر مسطر يسير في كتب تاريخ الأدب ، تنتعش من جديد بعد أكثر من ألف وأربعمائة وخمسين عاما من بعثة رسول الهدى صلى الله عليه وسلم ، أسواق العرب في الجاهلية ( عكاظ / مجنة / ذو المجاز)!
هاهو عكاظ في الطائف وتجدد بصورة ماخطرت على قلب أحد من الجاهليين ،تنظيما وسعة وأنشطة وازدحاما ، وهذا هو سوق مجنة ينتفض انبعاثا من جديد ، وربما قريبا نسمع بسوق ذي المجاز شرق عرفات .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *