كذبة أبريل

إن ما يدعو إلى الأسى والحزن بل القلق على مصير الأمة الإسلامية التي أصبحت لا تعرف شيئاً حتى عن الإساءة إليها ، فأخذ بعض المنتمين إليها يردد ما يقوله الذين أساءوا إليهم بل ويكادون يجعلونه عيداً ، حتى الرذائل التي أصبحت عند بعض المقلدين بدون وعي أو إدراك حتى ظنوها فضائل وما كان من الواجب أن يتعلمه أبناء هذه الأمة التي ظُلمت أو ظلمت نفسها حتى من المنتسبين إليها بعلم أو بدون علم ….

ومن هذه الأمور التي يتمسك بها آبناء المسلمين بل ويتخذونها عيداً ،فمثلا يحتفل المسلمون أو نقول بعضهم كيلا نعمم ونظلم البعض مايسمى بعيد الحب أو الفالنتاين (وهو في الأصل إله الحب) ، وعيد الأم وما إلى ذلك من زحمة الأعياد ، وأخيراً وليس آخراً ما يسمى (بكذبة إبريل) أو (كذبة نيسان) فأصبح البعض يكذب في هذا الشهر – والكذب من أشد الرذائل التي نهى عنها ديننا الحنيف – تقليداً أعمى لأولئك الذين كذبوا الكذبة التي كان أساسها ضد المسلمين في الأندلس إبان سقوط آخر قلاع المسلمين هناك في أسبانيا ، وسوف أنقل لكم ما بعث به إليّ بعض الأصدقاء عن أساس ما يسمى بكذبة إبريل فإليكم القصة مفصلة . 

عندما جرى ذبح المسلمين وتهجيرهم في الأندلس أخذوا يختبئون في كهوف الجبال ولكن الأسبان الصليبيين أعدوا لهم كميناً كان عاراً لهم على مر التاريخ وهو أنهم (أي الأسبان) صاروا يعلنون أن هناك سفناً مغربية على الشواطىء الجنوبية لأسبانيا جاءت لتحمل المسلمين إلى المغرب، فمن يريد النجاة بحياته فليسرع إلى الشاطىء، وهكذا خرج آلاف المسلمين من مخابئهم وأسرعوا إلى الشاطىء المقابل لطنجة عند مضيق جبل طارق ليواجهوا مذبحة من الأسبان قضت على أكثر المسلمين حينذاك، وكان ذلك في 1 نيسان ابريل، وسمي ذلك اليوم سمكة ابريل (Poisson davril)، اي أنهم اصطادوا المسلمين كالأسماك في ذلك اليوم المشؤوم، وهو 1 نيسان، وهذه الكذبة للأسف لايفهم المسلمون الآن تاريخها ويعتقدون أنها مجرد مزحة. ولايزال بعض سكان شمال أفريقيا يعلقون خلف من يمزحون معه سمكة، يعلقونها على ظهره ورقبته رمزاً لكذبة نيسان ،، فليفهم المسلمون كل مناسبة وكفاهم غفلة ! إنتهى….

هذه هي حقيقة كذبة إبريل يا من وصلتم بأنفسكم إلى درجة ما يجب أن يسمى كل من هذا شأنه بأنه (إمعة) وكلنا يعرف ما معناها ، نعم أفيقوا يا من أدمنتم حب كل ما يأتي من الغرب من مساوئ وتمسحتم بثقافته كأن لا ثقافة لكم وإني لأكاد أحزم أن ثقافتكم هي أعظم ثقافات العالم لما تحويه من كتاب الله وما يدور حول هذا الكتاب العظيم ، وأنا هنا لا أنكر أبداً الاستفادة من ثقافات الآخرين بل أنا من أشد الداعين بتعدد الثقافات ولكن علينا الأخذ بالنافع وترك الضار الذي لا خير فيه ويجب علينا أن نفهم الآية الكريمة التي يقول الله عز وجل فيها ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) ، وهل التعارف إلا تعدد الثقافات وأخذ المفيد منها وإلقاء كل ما هو ضار فليفهم المسلمون ذلك إن أرادوا أن يعيشوا بسلام مع الأمم الأخرى بل إن أرادوا أن يفرضوا ثقافتهم العظيمة على من سواهم من الذين يشاركونهم العيش فوق هذا الكوكب كفى تقليداً أعمى بدون وعي ، وليفهموا كذلك أن هذه الأمة قد هيأها ربها لقيادة العالم وقد فعلت سابقآ وليس بعزيز عليها إن عادت إلى ربها وإلى رشدها فقد تكفل ربها بإعادتها إلى سابق عهدها إن تمسكت بأسباب ذلك والأسباب واضحة ومعروفة وليست خافية ومبهمة …. نسأل الله أن يردنا إليه رداً جميلا  .

إبراهيم يحيى أبو ليلى 

مقالات سابقة للكاتب

7 تعليق على “كذبة أبريل

ابو احمد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
اولئك الذين يعيشون ويقتاتون على مشاعر من يخالفهم دينهم بل وعلى دماؤهم وهذا ديدنهم حتى يأتي أمر الله فهم كذلك وهكذا ، والغيور على دينه واخوتة من المسلمين عليه دوما تذكيرهم بما امر به الله من مخالفة غير المسلمين في عقائدهم وعاداتهم واعيادهم ، فعلا تلك الكذبة لهي من اكبر الكذبات التي يفتخر بها احفاد الكاذبون وما ينغص العيش انها كذبة مستمرة حتى الان في سفك الدماء بل وتفرعت اصولها للنيل من المسلمين بقدر الامكان والتفريق بينهم هي وسيلتهم للوصول للغاية الا وهي قتل الدين نفسه وهذه هي الاستحالة لان الدين دين الله ولن نُغلب والله ناصرُنا .(…. كلما اوقدوا نارا للحرب اطفأها الله .. )
غفر الله وعفا عن كل من قال لا إله إلا الله محمد رسول الله . جُزيت ابا ليلى عنا خير الجزاء وهذه الصحيفة لها المجد . كونوا بخير .

وضاح

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
استاذنا الفاضل حفظك الله ووفقك لكل مافيه خيرا وصلاح للجميع قال تعالى ( يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون )
نسأل الله ان تكون شاهدة لنا بالخير لا شاهدة علينا بالمعاصي
عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذئ.
فالكذب من علامات النفاق وأنه لا يتفق مع الإيمان وعواقبه سيئه ومسبب للحقد والضغائن وان استحلال الكذب من قبائح الذنوب قال صل الله عليه وسلم “ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك به القوم فيكذب، ويل له، ويل له” وعن عبدالله بن مسعود، قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم -: وإياكم والكذب؛ فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار ولا يزال الرجل يكذب، ويتحرى الكذب، حتى يكتب عند الله كذابًا” ولم يبح منه إلا إذا دعت الضرورة أو المصلحة الراجحة استاذنا الفاضل اتفق معك فيما ذكرته بان نطلع على ثقافات الاخرين وان لا نعيش في معزل ونأخذ منها ما يتماشى مع ديننا وأخلاقنا ومرؤتنا ونترك الغث منها الذي يفسد علينا دنيانا وآخرتنا في الختام كل الشكر والثناء على ما حذرت منه عن هذه آلافه السامه
كما عهدناك ابواحمد صاحب قيم ومبادئ

غير معروف

لو سكتوا عنها ما احد ذكرها

ابراهيم مهنا

شكرا لك أبا يحي
ما أجمل البيان لحقائق التأريخ ليفيق المسلم ويختار من العادات أحسنها ومن العبادات ماوافق شرع ربه .
عندما نهيم في زمن التبعية فلا تسل عما نأخذ وندع ، ولقد قال الصادق المصدوق عليه اتم الصلاة والسلام لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة …. الحديث .
فكم هو مؤلم أن نجهل حقيقة مانفعل لدرجة ان نحتفل بما يسيء لنا
هنا تظهر حاجة البيان للأبناء بحقيقة الأمور لا لتمتلئ قلوبهم حقدا وغلا بل لتستنير قلوبهم وترضى بدينها حبا وعزا .
شكرا أكررها لكم تترا

يعقوب..

الأخ الغالي الشيخ إبراهيم يحيى حفظه الله
شكرا جزيلا على هذه الإفادة والتنوير . فإني والله منذ صغرنا نتعامل بهذه الكذبة poisson d’avril بدون معرفة تأريخها وسبب تسميتها بهذا الاسم . فلكم مني جزيل الشكر والتقدير

ام زياد

ماشاء الله تبارك الرحمن الله يوفقك ف الدارين ويسدد خطآك ويسعدك يارب ،،،،،

ديلاور

الكاتب ابراهيم ابوليلى للإيضاح ما اكتبه من تعليق يعبر عن وجهة نظري
التقليد نوعان احدهم ناجح محمود
والآخر خايب مذموم صاحبه عباره عن قالب فارغ ذو شخصيه ضعيفه وثقه معدومه في ذاته معتز بمفاهيم زائفه فرد مستهلك لذالك لا استغرب تأخرنا وتقدم الاخرين بسب ضعف الإيمان وإعجاب يفوق الانبهار بالآخرين ضعف …..جهل …….إهمال….. قلة عقل …..غياب……. فقدان……. لايهم انهم اغبياء كذبه ابريل كثر لعلنا في يوم من الأيام نعبر حدود الظلام اعلم انه رجاء خايب
قرات قصة عن حمقى كذبه ابريل انه في عام من الأعوام انتشرت شائعة في احد الدول بان هناك مهرجان استعراضي للحمير في احدى الميادين المشهورة فاجتمع البشر بالألف ليشاهدوا العرض ليتفاجؤ ا بانهم …….وأنه ليس هناك عرض للحمير بل مجرد كذبه ابريل والقصص المحبطه يصعب حصرها والرهانات اكبر لقد أصبحت الحياه مجرد استمرار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *