في مدينتنا ثعبانٌ جبليٌ سفاح.. ينفث أبخرته ودخانه وسمومه كل صباح …. يخنق أطفالنا .. يقتل شبابنا.. ويزرع في خواطرنا المصائب والجراح..
في مدينتنا أيها السادة ثعبانٌ يُجيدُ لغة النباح ..
يرى أن فعله واجبا مباح
وان بيده لكل بابٍ مفتاح
فهل رأيتم ثعبانا .. يعوي .. ويكثر الصياح..؟؟
في مدينتنا أيها السادة . ثعبانٌ تدعمه الثعابين يستعين علينا برؤوس الشياطين . يظهر أحياناً في صورة مسكين
ويطعن أحيانا في ظهورنا ألف .. ألف .. سكين..
في مدينتنا أيها السادة ثعبان…
يُطلُ علينا في غمامة تملؤ كل فضاء
يحجب عن ناظرينا زرقة السماء
يُمطرنا هموما و سموما دون ماء
فتسيل أعيننا وصدورنا حرقة وعناء
سهونا كثيرا وغفونا وعندما فقنا عرفنا أنه كان يقودنا للفناء
في مدينتنا أيها السادة ثعبانٌ بلغ عمره أكثر من عشرين عاماً كان يهاجمنا فجأةً حتى ونحن صيام
و كان يقتلنا في صحوتنا ويقتلنا ونحن نيام
لا يعرف شفقة ولايعرف رحمة ولا صرخة أيتام
في مدينتنا أيها السادة ثعبان
كانوا يرون خطره ودماره لصحة الإنسان
وكانوا يعرفون أن مكانه غير مكان
لكنهم يتجاهلون ويضربون في كل مرة
موعداً للنسيان
فإذا اشتد بالناس حالهم وزاد عويلهم
قالوا لهم انتظروا
مالكم.؟ انه مجرد خيط دُخان
في مدينتنا أيها السادة ثعبان
سمعت أنه بعد أن حقق مناه وصال وجال
وبعد أن تقادم به الدهر وطال
وبعد أن نال من بيئتنا وصحتنا ونال
سمعت أنه ذاهب . لا محال.. وأن مصيره
زوال في زوال
مررت بداره في ليلة شتاء. وكنت مما أشاهده منزعجاً ومستاء
أجد له أثراً أو أسمع له عواء..
تذكرت حينها أنه رحل وانتهى الوباء
حقيقة كنت لزواله مشتاق.. وكنت أنتظر منه يوم الفراق
واليوم.. الحمد لله تحققت الوعود
وسيغلق المصنع الموصود
لكنني مازلت خائفاً..
فالأفاعي والزواحف قد تعبر الحدود
وقد تعود
وقد نكون لعودتها رعاةً و شهود
سعيد عناية الله الصحفي
مقالات سابقة للكاتب