لم تأتي جزافا ولا محض الصدفة ولا فكرة عابرة ولا عمل وقتي وينتهي بل هي امتداد لنهج تطبيقي قائم على الممارسة …
الحمدلله الذي علم بالقلم علم الانسان مالم يعلم والصلاة والسلام على أكرم خلق الله قاطبة سيد الأولين والآخرين ، امتثل أمر ربه فكان خير معلم علم من الجهالة وهدى الله به من الضلالة ، أمر بالعلم أمته وأنزل سورة القلم إعجازاً وتعظيماً لشأنه .. وبعد
إن ارتقاء أي أمة منوط بما يقدمه معلموها من عطاء يفضي إلى مخرجات تربوية متميزة ، فالمعلمون صناع الأجيال ، وبناة المستقبل ، ولنا في قيادتنا الملهمة خير انموذج على الاهتمام بهم ودعمهم .
فقد أولت بلادنا المملكة العربية السعودية منذ توحيدها على يد القائد المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه ، إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان – أيدهما الله – كانت ولا زالت حريصة كل الحرص على دعم المعلمين وتحفيزهم ورعايتهم وهو ما انعكس على أداء المعلم السعودي الذي استطاع بفضل الله ثم بدعم قيادته الرشيدة ، أن يضع الوطن على خارطة الإنجاز في مختلف المحافل المحلية والدولية .
ووزارة التعليم على مر العصور تسعى على نحو مستمر لدعم المعلمين تعزيزاً لمكانتهم ودورهم الريادي الذي يزداد أهمية في ظل المتغيرات التي يعيشها العالم فضلاً على حرص الوزارة على تنفيذ عدد من المبادرات النوعية التي تعزز مكانة المعلم إلى جانب تلبية احتياجاته المهنية والمعرفية لا سيما أن رؤية المملكة 2030 م أكدت على ضرورة تعزيز دور المعلم ، ورفع مستوى تأهيله وتقدير مكانته .
ومن هذا المنطلق وإيماناً بأهمية تعزيز مكانة المعلم وقيمته التربوية في نفوس طلابه وتحقيقاً لمبدأ التكامل مع المجتمع التعليمي والمحلي ، وإيماناً بدورها في تعزيز القيم والسير بها نحو الممارسة الفعلية لتصبح جزء لا يتجزء من أخلاقيات أبنائنا ومجتمعنا كان لنا في شعبة العلوم الشرعية بمكتب تعليم خليص قسم البنات هذا التوجه في طرح مبادرة “المعلم قيمة تربوية ومكانة اجتماعية ” الكل فيها شركاء المجتمع المحلي والتعليمي .
مبادرة لم تأتي جزافاً ، ولا محض الصدفة ، ولا فكره عابرة ، ولا عمل وقتي وينتهي ، بل هي امتداد لنهج تطبيقي قائم على الممارسة لتحقيق غايات نبيلة وهدف مرتبط بثوابت شريعتنا الاسلامية واقتداء بسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم …
مبادرة رسمت لها منهج وخط سير مختلف قادها فريق عمل باستراتيجية واضحة المعايير حرصاً منه على الانجاز وتحقيق الغايات فرسم للمبادرة إطار نظري محكم ومتكامل حرصاً على أن تكون مبادرة نوعية في سياستها فاستهدفت المجتمع التعليمي والمحلي على حد سواء لتكون البداية نواة حقيقية لاستمرارية المبادرة تعزيزاً للقيم وترسيخا لقدر المعلم في عقول طلابه .
الجدير بالذكر أن هذه المبادرة وقبل أن تنطلق في الميدان وجدت اهتمام كبير من مكتب التعليم بمحافظة خليص ، فقد حصدت الدعم للفكرة من شؤون تعليم البنات فكانت بمثابة نقطة انطلاقه ، ثم حظيت المبادرة بدعم من مدير مكتب التعليم بمحافظة خليص فقد أولاها اهتمام كبير وبالمزيد من الفكر والمعرفة حيث أضاف للمبادرة مبحثاً جديداً “معلم القرن 21 ” مما زاد في إثراء هذه المبادرة بما يتماشى مع التطلعات المستقبلية للتعليم .
ومن ثم نالت شرف التحكيم من لجنة موقرة ذات مستوى عالي من المعرفة والخبرة شكر الله لهم فقد أثروا المبادرة مما زادها عمقا وشمولية .
وما إن نزلت حقيبة المبادرة للميدان بأدلتها العلمية والإرشادية إلا وكان لقائدات مدارسنا بمكتب تعليم خليص الدور البارز في تطبيق خطة المبادرة ، حيث استهدفت المبادرة ثلاثون مدرسة من جميع المراحل في حين تفاعلت معها جميع مدارس المكتب تفعيلاً لكافة البرامج والأنشطة ووفق الخطة المزمنة والمحددة بثمانية أسابيع دراسية وقد نتج عنها:
– 304 إذاعة مدرسية .
– 63 مقطع فيديو من تصميم الطالبات .
– 19 صورة رقمية من إبداع الطالبات .
– 42 مقال من كتابات الطالبات م ث .
– 33 مقال شاركت به الأسر في مسابقة الأسرة .
ومن الجميل أن هذه المبادرة أظهرت الكثير من المواهب والقدرات والابداعات عند الطالبات مما يؤكد ضرورة رعايتها ودعمها .
هذا وقد حظيت المبادرة بدعم كبير من المجتمع التعليمي والمحلي ، ومن التربويين مشرفين ومشرفات ، معلمين ومعلمات كتاب وكاتبات ، وأولياء أمور ومن كافة فئات المجتمع داخل محافظة خليص ومن خارجها و عبر مواقع التواصل ووسائل النشر .. فكان لهذه الأصداء التربوية الداعمة للمبادرة دور بارز ومساهمة حقيقية في تفعيل أنشطة وبرامج المبادرة .
وللإعلام دور بارز في دعم المبادرة منذ انطلاقتها مما ساهم في نشر ثقافة المبادرة .. كل تلك الجهود تضافرت وأعطت صورة حقيقية لمعنى التكامل في تعزيز القيم التربوية .
وما إن وصلت المبادرة لاختتام المرحلة الأولى من عمرها حتى حظيت من جديد بتظافر الجهود بدءًا بقيادة مكتب تعليم خليص مروراً بلجنة التنمية الاجتماعية بأم الجرم ، ومساهمة تنظيمية لمقر إقامة البرنامج بالثانوية الثانية بخليص بالتعاون البناء المنظم بين المدرسة و فريق المبادرة و الذي حرص على أدق التفاصيل … نتج عنه بفضل الله اختتام موفق تشرف بحضور رئيسة قسم العلوم الشرعية بتعليم جدة أ. جميلة القحطاني ..
ختاماً باسمي وباسم فريق مبادرة ” المعلم قيمة تربوية ومكانة اجتماعية ” نثمن للجميع مساهمتهم ونثمن لكم جميعا أينما كنتم قراء ومتابعين دعمكم وطيب متابعتكم سائلين الله تعالى أن ينفعنا بطيب العمل وجميل الأثر .
نويفعة صالح الصحفي
رئيسة المجلس الاستشاري النسائي
ورئيسة اللجنة الثقافية النسائية بمحافظة خليص
ومشرفة العلوم الشرعية بمكتب تعليم خليص
ورئيسة مركز فتاة غران.
مقالات سابقة للكاتب