في بلادنا الغالية حظي التعليم باهتمام خاص من ولاة أمرنا حفظهم الله منذ نشأة المملكة حتى عصرها الزاهر ، فقدموا للتعليم جميع الموارد التي يحتاجها ، وبذلت جهود تعاقبت بتعاقب وزراء التعليم في بلادنا ، ولهم من الجهود ما تذكر وتقدر ويشكرون عليها .
في حين لا يخفى عليكم ما تبذله بلادنا وبكافة السبل لتتبوء مكانة عالمية مرموقة باعتبارها من دول مجموعة العشرين ، وأن تكون ضمن خمسة عشر دولة في صدارة العالم ، وهذا بلاشك يتطلب جهود كبيرة لتطوير الأداء وزيادة العطاء والتقدم نحو الأمام ..تماشياً مع رؤية 2030 والتي تهدف في الشق الخاص بقطاع التعليم إلى توفير فرص التعليم للجميع في بيئة تعليمية مناسبة في ضوء السياسة التعليمية للمملكة ورفع جودة مخرجات التعليم وزيادة فاعلية البحث العلمي وتشجيع الابداع والابتكار وتنمية الشراكة المجتمعية والارتقاء بقدرات ومهارات منسوبي التعليم .
ولا يخفى علينا ما عمدت له الوزارة من خطط وبرامج متعددة ومتنوعة وإن كانت ذات هدف وتخدم توجهات الرؤية إلا أن بعضها أثقلت الميدان وأخذت من الوقت والجهد الكثير ..
وما إن حل وزير التعليم الدكتور حمد آل الشيخ حتى استقبل المعلمون والمعلمات كلماته ورسائله بكثير من التفاؤل والأمل وتفاعلوا مع الرسائل والتوجيهات التي تضمنتها بالاهتمام والتقدير .. فقد استطاع معالي الوزير أن يلهم المشاعر ويشخص الواقع بشجاعة وأمانة ويشحذ الهمم ويوقد شعلة الأمل والتحدي والانجاز للعمل الجاد الصادق المتواصل المثمر ومعه كل منسوبي الوزارة بل وحتى أسر الطلاب والطالبات …
قائد امتلك البصيرة لرؤية الواقع كما هو وليس المأمول ، صاحب فكر متقد اتخذ القرار بكل شجاعة فبدأ بخطوات إيجابية على أرض الميدان ، أبقى معها جذوة الأمل حية في نفوس أتباعه فخفف من ثقل البرامج والأنشطة ليصبح التحصيل الدراسي هو الهدف الأول ، وهذا الإجراء يعد أكثر حكمة وقوه من أجل تحقيق الموازنة بين القرارات والواقع الميداني وبما يحقق أهداف رؤية سمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان 2030 ، وبأساليب أكثر مرونة لمنسوبي التعليم وأقرب لهم لكسب الرضا والثقة لديهم ولتكون قاعدة صلبة ينطلق منها الجميع وبكل رضا ..
فالقائد الناجح الذكي هو من يكسب رضا فريق عمله في فترات العمل الخاملة ليكسب منهم في فترات ذروة العمل أداء مميز وبعشق؛ ولعل ما عبر عنه لفظياً معالي الوزير في قراراته يؤكد ذلك بصورة جلية ..
فتلك رسالة بدأ معها الميدان التعليمي بداية موفقة حيث وجه وزير التعليم الدكتور حمد آل الشيخ في صباح أول أيام الدراسة للفصل الدراسي الثاني من عام ١٤٣٩- ١٤٤٠ هـ رسالة نصية لجميع منسوبي التعليم.
وتضمنت الرسالة “زملائي وزميلاتي منسوبي التعليم ، أقدِّر جهدكم وأثق بعطائكم من أجل جيل المستقبل ليتمكن من المعارف ومهارات القرن 21 .. أخوكم : حمد آل الشيخ”..
وقد استقبلها الميدان بسعادة غامرة …وأصبح الميدان على استعداد للانطلاق والعمل والتنافس والسباق مع الزمن ..وهذا هو واقع الميدان التعليمي فقد برزت الكثير والكثير من الجهود والابداعات والمنافسات حقق فيها طلابنا وطالباتنا ومعلمينا ومعلماتنا مراكز متميزة على مستوى العالم ..
إن الميدان التعليمي يتلقى توجيهات سديدة من معاليه جاءت واضحة وجلية مضمونها ” لا للتنظير … نعم للواقعية …” لتحقيق النواتج التعليمية المستقبلية ، وهذا ما كان الجميع يتمناه ويطالب به ..فلا غرابة أن يتأهب الميدان ويعمل على قدم وساق بهذه التوجيهات للوصول إلى الهدف المنشود منها رفعة لتعليمنا وتحقيقاً لمقتضى الرؤية الطموحه 2030م .
ولعل آخر ما صدر من معاليه تعديل للتقويم الدراسي والذي جاء نصه “عملا بما يحقق المصلحة ويسهم في تعزيز الرضا الوظيفي لزملائي وزميلاتي المعلمين والمعلمات والاداريين والاداريات فقد وجهت بتعديل التقويم الدراسي لتكون عودتهم جميعاً بعد عيد الأضحى المبارك وجدولتها بما ينسجم مع مهام عملهم” ..
ليؤكد ما يتمتع به معاليه من بعد نظر حفظه الله في اهتمامه بفريقه وحرصه على الإستفادة من وقتهم وجهدهم لبداية عام دراسي جديد وبكل رضا ..
وهذه اللفتة تعد قرار حكيم وصائب … وقد وجد صدى كبير في الميدان التعليمي وسيكون له تأثير كبير في فترة الحصاد لهذا العام و بداية عام دراسي جديد إن شاء الله .
وفق الله معالي الوزير حمد آل الشيخ وكافة منسوبي الوزارة والميدان التعليمي للارتقاء بمستوى التعليم وبما يحقق توجهات بلادنا الغالية المملكة العربية السعودية بقيادتها الرشيدة حفظهم الله وبارك فيهم .
نويفعة صالح الصحفي
رئيسة المجلس الاستشاري النسائي
ورئيسة اللجنة الثقافية النسائية بمحافظة خليص
ومشرفة العلوم الشرعية بمكتب تعليم خليص
ورئيسة مركز فتاة غران.
مقالات سابقة للكاتب