المتابعون لحركة نمو المدن في بلادنا الحبيبة يتذكرون جيداً كيف كانت أحياؤها المخططة والمعدة أصلا للسكن و السكينة والراحة والطمأنينة.
أقول يتذكرون جيداً ما يدور في رحا تلك الأحياء من المنغصات والترهات أقوالا وأفعالا ، إذ كان الحي السكني ، لاحظ السكني!! ملاذا يزخر بكل مناشط الحياة وصخبها… فتجد النجار والخباز والبقال والحلاق ونافخ الكير والمخازن والمستودعات وسوق الأغنام و ورش إصلاح السيارات وغيرها وغيرها ..
كل ذلك داخل الحي !!! اضافة إلى قطعان من الحيوانات الضالة و أسراب الحشرات .. إنها ثقافة الإنسان في ذلك الزمان. وعندما تطور الفكر وتقدم الزمن واستيقظ
الضمير تخلصت أكثر الأحياء بل جُلها في المدن والقرى من تلك المنغصات.
و مامخطط غران البوابة الحضارية المشرقة لمحافظة خليص ووجهها النضر إلا خير شاهدٍ على ذلك.
فلماذا يريدون خدشه وجرحه بإقامة وإنشاء المستودعات ؟ وما أدراك مالمستودعات! وماتجلبه من أوكارٍ ، وتسرب لروائح المواد الكميائية و الغذائية ، وماينبثق منها من الغازات والسموم ، فضلاً عن أزيز الشاحنات وتسرب العمالة والجرذان والأمراض.
والسؤال الذي لا إجابة له .. ألا يوجد في غران وشعابه ووديانه. وقيعانه وجحوره وكهوفه مواقعا لمستودعات يقتاتون منها أفضل من هذا الموقع وقوته ؟!
——–
هل يريدون لعجلة الزمان أن تدور للخلف وتعود المستودعات والمستنقعات ودور المقاهي ولفيف المداخن إلى داخل الأحياء ؟
كلا … لن يكون.
إن الجهود التي يبذلها أبناؤك المخلصون ياغران شباناً وأعياناً ووجهاء دون استثناء كفيلة بإذن الله بدحر أطماعهم وطرد أحلامهم وعدم تحقيق أهدافهم.
ولتكن جهودنا مكثفة ومتواصلة … كلٌ حسب استطاعته… إن كان بماله أو جاهه أو قلمه أو لسانه أو حتى قلبه.
ولتبقى مشرقاً باهياً زاهياً ياغران.
عندها لن يستطيعوا خدش وَجهك النَضر بإذن الله.
سعيد عناية الله الصحفي
مقالات سابقة للكاتب