حينما تكتب عن أحد تربطك به علاقة تقول إن شهادتي فيه مجروحة ، غير إنني هنا أقول شهادتي بالفريق الذي تولى ملف مستودعات غران هي شهادة فخر واعتزاز وحق لا يأتيه باطل ولا زيف كيف لا ؟! .. وأنا قد تداخلت معهم عن قرب ، وحادثتهم عن فهم ، وكنت وإياهم رفقاء درب ، قد كونوا فريق عمل غير متجانس غير أنه متناغم قولهم يعجبك لحنه ، ويطربك شدوه ، وتأنس بصمته وتتشوق لفكره ، طرحه يخيفك أثناء حواره حتى لتكاد تشتبك الأيدي وتظن للوهلة أن وقعت الزلزلة وجاءت الطامة وتتفاجأ بأن نزلت الحكمة وولدت الفطنة وتألفت العقول بالفكرة ووضعت الخطة التي تقتلع أعلى شجرة وتنسف أقوى صخرة وتساوي الجبل بالوادي ، أبعد هذا شهادتي مجروحة ؟!! بل فيكم وبكم ومعكم أفتخر وأكابر .
بخمس لجان ، مشايخ وأعيان ، ولجنة إعلام ، ودعم لوجستي ، أسقط ملف المستودعات في وضح النهار ، وغدا حديث الركبان ، كيف ؟ ومتى ؟ ولما ؟ وبأي معول قد هوى ذلك الوعد الوهم بمخالب الصقور التي حلقت بالسماء بعد أن أقلعت قبيل الظهر من عند معاليه الذي يؤخذ لديه القرار الفصل ويقطع كل شك بيقين .
تدافعت الصقور من هو صاحبها فعافتها نفوسهم جميعا وارتقت إلى المعالي عقولاً ، وتباعدت في الجو حتى سكنت الثريا.
وعجبت ويحق لمثلي العجب ببني قومي وربعي وتاج رأسي وعنوان دربي ، حينما وازنوا بين ما انجز من نجاح وبين وحدة الصف ولحمة الكلمة ، فرجحوا الأخيرة وقدموها على كل نجاح حينها أدركت أن القوم قوم ينظرون إلى السماء وأن للمعالي قوم تشتاق لهم ويشتاقون إليها ، هم على مثل قومي ودوني .
ياسادة قومي ورثتوا المجد كابراً عن كابراً وكتبوا في سجل الأولين والمتأخرين نصاً يصعب على الحفاظ حفظه وعلى الخطاط خطه .
هنا انتهى الدرس وجف القلم !
فهل فهمت الدرس ؟