شكوت وما الشكوى لمثلي عادة *** ولكن تفيض النفس عند امتلائها
لم أجد استهلالاً أفضل من هذا (بعد ذكر الله) لأستهل به هذه المقالة التي تأتي في وقت تتراكم فيه مشكلات عويصة تتجذر في جنبات محافظتنا العزيزة ، في بحر الأسبوعين الماضيين كتب في هذه الصحيفة عن موضوع (بنت المسك) التي ولدت في غرب المحافظة وتكاد تشب عن الطوق في إعادة لسناريو “بحيرة المسك” التي تغولت على مدى السنين مهددة بقاء مدينة عريقة كجدة “بوابة الحرمين”.
ولأننا كالعادة لا نمل من تكرار الأخطاء فقد تكون على مدى سنين عديدة أكوام من مخلفات البناء في شمال شرق مخطط غران مشكلاً تلوثاً بصرياً لكل قادم من تلك الجهات.
وثالثة الأثافي الكميات الهائلة من منتجات مصنع الحبوب غير الصالحة للاستهلاك الآدمي (…إتلاف الكمية البالغة 31 طن وتطبيق لائحة الجزاءات البلدية على صاحب المنشأة) ، ولا يهون طريق”العرقوب” الذي يربط شرق المحافظة لا يزال يتربص بسالكيه ليل نهار !
ثم تكتمل السلسلة بـ(….مزارع ومسالخ الدجاج أسفرت عن إتلاف ٢٠.٩٢٢ دواجن مبردة غير صالحة للاستهلاك الآدمي بأحد المسالخ بشمال المحافظة..).
إننا في كل الأحوال نقدر للجهات الخدمية جهودها لتتبع مواطن الخلل (خاصة المتعلق منها بالصحة) لكن هل هذا يكفي؟
لا أظن ذلك! ولكن ما الحل؟
نرى أن جانباً من الحل هو تفعيل العمل التطوعي الذي يعني بتنمية جانب الوعي وحب خدمة الناس،بحيث يكون هناك تعاون بين المجموعات التطوعية “ومن له الرغبة من الجميع” ، للتبليغ عن المخالفات عن طريق تخصيص رقم هاتف للتبليغ عن المخالفات التي تقع في نطاق سكنهم ، والتواصل مع المحافظة للإبلاغ عن كل ما يستجد من أضرار ومخالفات ، وحتى لا يتكرر عندنا خطأ “المستودعات” مرة أخرى!
وبالمناسبة هناك تجربة ناجحة نفذتها بلدية المحافظة في رمضان حيث خصص رقم هاتف جوال للتبليغ عن المغاسل التي ترفع السعر مستغلةً مواسم الأعياد ، وبذلك ضبطت الأسعار.
فهل نرى شيئاً من ذلك في قادم الأيام؟
محمد سعيد الصحفي – محاضر بالكلية التقنية بجدة
مقالات سابقة للكاتب