قبل عدة سنوات كنت أشاهد حلقات مسلسل يعرض على الشاشة في شهر رمضان، ومما شاهدته حلقتين كانتا فعلاً تعالجان مشكلة تعيق التنمية، كِلا الحلقتين كانتا تجسدان الفئوية والمناطقية والشللية وانعكاساتها السلبية على الوئام المجتمعي ودورها في تعطيل التنمية.
في الحلقتين حدث خلاف بين فئتين على موقع مدرسة ومسار طريق مع أن كلا المشروعين يخدمان الفئتين ، إلّا أن التأثير الفئوي تغلّب على المصلحة العامة فلم يُنفذ المشروعان وحرم الطلاب من الدراسة في موقع قريب من سكنهم دون عناء ، وحُرم الاهالي من طريق معبد يسهل حركة تنقلاتهم ويختصر الزمن.
إن أسوأ ما تُبتلى به المجتمعات هي الفئوية والطائفية والمناطقية وقلة الوعي، والشواهد كثيرة في بلدان مجاورة ، تبرز فيها تلك الظواهر في الانتخابات البرلمانية النيابية والانتخابات البلدية وغيرها، وينتج عن ذلك إقصاء الكفاءات وانتخاب بعض الأعضاء غير المؤهلين أو الفاعلين.
كذلك لدينا بعض من ذلك في مفرزات انتخابات المجالس البلدية ، ومن نتاج ذلك تعطيل الدور الرقابي لبعض تلك المجالس وغياب الفكر المهني الحرفي وانتشار التحزب والشللية مع أو ضد الجهة المستهدفه بالرقابة والنتيجة ضعف دور بعض المجالس وغياب التنمية المتوازنة العادلة .
في السنة القادمة تنطلق انتخابات المجالس البلدية في دورتها الجديدة ولنا أمل أن يكون هناك تطور في برامجها وتحسن في شروطها .
فلقد اقترحت من قبل أن يتم تحسين الاشتراطات التي يجب توفرها في المتقدمين للترشح للانتخابات البلدية ، ومن ذلك أن يكون المؤهل والخبرة يتلاءمان مع الدور الرقابي لتلك المجالس ومتطلبات التخطيط لبرامج التنمية ، ومن مجالات الخبرات التي من المستحسن توفرها، سواء في الأعضاء المنتخبين أو المعينين، المراقبة الداخلية ، المحاسبة ، الميزانية، القانون، إدارة المشاريع والهندسة والادارة العامة .
و لابد من حملة إعلامية توعوية تسبق الانتخابات لتغليب المصلحة العامة على أي مؤثرات أو عوامل أخرى .
نسأل الله أن يوفق الجميع لما فيه خير الوطن ومصلحة المواطن.
م. عبود السلمي
عضو المجلس الاستشاري بمحافظة خليص
مقالات سابقة للكاتب