صحيفة غراس الالكترونية > مقال الأسبوع > إلى الستين .. أخطو إلى الستين .. أخطو الكاتب: أ. أحمد بن عناية الله الصحفي 11 مايو, 2014م 5 2191 تشرق الشمس وتغيب ، ويسفر النور ويرحل الظلام ، ويغدو الصيف ويروح الشتاء ،وتأتي إلى الدنيا طفلاً رضيعاً وتمضي بك الأيام سريعاً ، تتلوها الشهور ثم الأعوام ، وتتنقل بين الطفولة والشباب والرجولة حتى تبلغ الكهولة . أقف هنا مستبصراً لنفسي لا لغبرها ، فأنا عن الناس اليوم مشغول . يا أبا عبد الله ماذا قدمت بالأمس ؟ وماذا تفعل الآن ؟ وماذا ستقدم لغد ؟ ثلاثة أسئلة تذهل استفهاماتها العقل ، وتهز كياني ، وتذهب النوم من عيني … الحسرات تزفها من العين دمعات حين أتهيأ للإجابة عن السؤال الأول ، وترتجف مفاصلي وأضرب كفاً بكف حينما أقترب من إجابة السؤال الثاني ويشخص بصري ويقف شعر رأسي وأنا أستعد للتخطيط للإجابة على الاستفهام الثالث . أبا عبد الله ها أنت تخطو إلى الستين ، وكلها أيام وليالي وشهور وأعوام صبحك سيسفر ، وفجرك يشق الأفق وزادك قليل ، والرحلة توشك أن تصل بك إلى مدرج الهبوط . وألتفت إلى الأصدقاء ومن على مقاعد الدراسة قد درسنا ، وفي طريق العمل قد سرنا فأراهم من الخير قد تزودوا ومن الزاد قد تهيأوا ، فمنهم من بجوار البيت العتيق قد سكنوا ومنهم من في دروب نفع الناس قد ضربوا ومنهم من لبيوت الله قد عمروا ، ومنهم سحائب خير في بلاد الله قد نفعوا . ألتقط أنفاسي ، يسقط القلم من يدي ، أكاد اسقط من مكتبي على الأرض ، أتحامل على نفسي ، أقاوم ما يشبه الدوران ، أعاود التفكير ، أريد إجابة عن السؤال الأخير ، أجد في نفسي همة وقوة تتحول إلى عزيمة ، تدفعني الروح وتأخذ بي نفس تواقة إلى لقاء ملك عظيم رحيم أحب ملاقاته برحمته ، ويحب ملاقاتي بطاعته وتشرأب نفسي إلى كسر الجمود وتحطيم القيود والمسير إلى علام الغيوب وكلتا يدي ملأى بخير عمل صالح مبرور . أسير غير ملتفت إلى دنيا فانية ، وأيام خالية وساعات زائلة ، وبشر نفوسها بالأحقاد غير خاوية ، وقلوبها من الأدران غير صافية ، ولكن سوف أسير إلى الستين بخطى واثقة ، إلى ربها راغبة وبهمة أولي العزم محاكية . أطمح أن أسجل أرقاما عالية في اللحظات والساعات القادمة فكما قيل الخيل الأصيلة تأتي في الآخرة ، والخسارة ليس أن تأتي متأخرا ، العيب والخسارة الفادحة أن لا تأتي لا في الأولى ولا في الآخرة. نسخة PDF مقالات سابقة للكاتب