كيف تكون قائداً مُلهِماً للآخرين ؟

عملت معلماً فوكيلاً فقائداً حيث أكسبني هذا التدرج الوظيفي الكثير من الخبرة في مجال قيادة الأفراد عاماً تلو عام ..

“يقول الرئيس القائد الهندي المبدع غاندي
“لو أن القيادة في وقت من الأوقات كانت تعني العضلات ، فهي اليوم تعني التعايش مع الناس”

لو بحثنا عن كل من يشغل منصب قيادي لوجدنا كم هائل من الأشخاص ولكن بالطبع القليل جداً منهم من يستطيع أن يكون قائداً حقيقياً ، السؤال هنا كيف تكون قائداً إنسان ؟ كيف تكون زعيماً ؟ كيف تستطيع جذب الإنتباه ؟ هل القائد هو من يُسلط الضوء على مختلف العقبات ويقوم بإيجاد حل مناسب لها ؟ هل هو من يبحث عن رغبات الجماهير ويحققها ؟ الحقيقة هناك صفات ذكُرت في كتب القيادة يجب توفرها في القائد حتى يكون قائد مُلهِم ، وفيما يلي ذكر لبعض هذه الصفات ، وهي أكثر الصفات التي اتفق عليها معظم الكُتاب :
١. بعد النظر:
إن إدارة البشر ليس بالأمر الهين فينبغي على القائد أن يعرف بأن هذا المنصب ليس تشريف وإنما هو تكليف فيجب عليه أن يكون ذو نظرة ثاقبة يستطيع من خلالها إتخاذ القرارات في وقت قياسي قبل أن تقع المشكلة وينبغي عليه أن يُجيد فن المراوغة لِتلافي وقوع المشكلات قبل حدوثها في العمل هُنا يستطيع أن يقود فريق عمله بشكل آمن .
٢.وضوح الشخصية :
أن يكون شفافاً وذو شخصية واضحة لفريق عمله ولا يكون من الذين يتعاملون بمزاجية أو التعامل بالإنتقاء .
٣. التغيير والتطوير: القائد المُلهِم هو من يعشق التغيير والتطوير ويبتعد عن العملية البيروقراطية والعادية .
٤. التواصل الجيد: القائد المُلهِم هو من يجيد بل يتقن مهارة التواصل الجيد ويمتلك القدرة على التعبير عما يريد تحقيقه من أحلام وأهداف ويستوعب ذلك فريق عمله ، بإن يكون المستمع الجيد والشغوف والنشط للآداء وآفكار الآخرين .
٥.كن مصدر إلهام :
القائد المُلهِم هو من يولّد الحماس بين زملائهِ في الفريق مما يساعد على التركيز على الأهداف المستقبلية والواقع الذي يعيشه لذا ينبغي عليه أن يدرك أهمية الوصول للمستوى العميق وأحاسيس أفراد الفريق .
٦.مُخطط إستراتيجي: لكي يكون بارع في التخطيط الإستراتيجي ينبغي عليه أن يخطط بهدوء وتفكير عميق قبل أن يُنفذ ، بمعنى يُحدد رؤيتهِ المستقبلية وكيفية تنفيذها وينظر دائماً نحو المستقبل ويخطط باستراتيجية واضحة بمشاركة فريق عمله تُحقق الآهداف المستقبلية .
٧.التنظيم : القائد المُلهِم هو من يوزع المهام على فريق عمله وبعد ذلك يتابع سير العمل بنفسه ليكون هو الموجه والمنظم لفريق عمله ويُتابع سير العمل بتفويض المهام ضمن تفعيل تسلسل المسؤوليات وتكمن قوته في تفكيره فهو منطقي وعقلاني ومنظم .
٨ . القدوة الحسنة: أن يكون قدوة حسنة لفريق عمله وذلك بالإلتزام بتنفيذ الوعود وأن يكون قريب من فريق عمله ومتواضع يستمع لهم ويحفزهم ويشجعهم ويُشعرهم بإنه ليس هناك حاجز أو عائق في عملية التواصل .
٩. الجراءة : أن لا يعرف التخوف ويكون لديه شجاعة في إتخاذ القرارات وأن يكون مُبادر وأن يكون صمام آمان لفريق عمله ويتحمل نتائج القرارات .
١٠. الإيجابية: أن تفعل ما يفعلهُ الآخرون بطريقة إيجابية بعرض قدراتك الفردية ومواقفك الإيجابية تجاه الآخرين والوقوف معهم لدعمهم وتشجيعهم بذلك تكون قد صنعت لك قاعدة جماهيرية بعملك عن طريق تلك الإيجابية في العمل .

و يقول (Warren Bennis) “القيادة هي القدرة على ترجمة الرؤية إلى واقع ملموس”، فالقادة هم أولئك الأفراد الذين يسعون إلى إلهام الناس والتأثير بهم من خلال رؤيتهم الخاصة ومهارات شخصيتهم الكاريزمية، وبالتالي فإن القائد المُلهِم هو القادر على إستخدام رؤيته في تحفيز الأفراد لتحقيق الأهداف التنظيمية، هو من يتلمس أرواحهم ويدرك قدراتهم المميزة، بإختصار هو ذلك الشخص الذي يتمتع بالرؤية والتفكير بشكل إستراتيجي وخارج الصندوق، وهو من يمتلك القدرة على التأثير في من حوله من خلال شخصيته بدلاً من أي سلطة خارجية. وفي الختام أتمنى للجميع التوفيق والسداد ..

 عابد سعد الرزقني
قائد ثانوية الكامل مقررات

مقالات سابقة للكاتب

تعليق واحد على “كيف تكون قائداً مُلهِماً للآخرين ؟

حمدة الطياري

موضوع جميل وطرح مميز أ/ عابد
لكم من الابداع رونقه ، ومن الاختيار جماله
نعم نحتاج القائد الملهم .
ف اتخاذ القرار الصحيح، والاستعداد الكامل لتحمّل أعباء المسؤولية والنهوض بها، علامات فارقة للقادة الأكفاء تميزهم عن غيرهم، وتجعل منهم قدوة ومنارات يُهتدى بسلوكها في العمل القيادي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *