لم أكن حقيقة أتصور أن يتحول “وسم” (بلديه_واحده_بخليص_لاتكفي)لجلب خدمة ملحة لمحافظتنا لهذه الدرجة من الإسفاف (عذراً فهذا الواقع)، كان هناك احتقان شديد جداً، والسبب أن بعض المشاركين قد نزل بالحوار إلى قاع مظلم من الجدل والنقاش العقيم، الذي لم نستفد منه كمتابعين يهمنا أن يصل صوت المواطن إلى صاحب الصلاحية ومن بيده القرار.
كنا ننتظر المشاركة بدلاً من المشاجرة ، فانساق بعض من شارك بالوسم (الهاشتاق) الى تصفية حسابات شخصية، وانزوت المصلحة العامة في ركن قصي تصرخ وتندب حظها العاثر، واستخدم كل طرف كل ما طالت كلماته ، ومخزونه اللغوي للحط والسخرية ممن يظن أنه عرقل السير وعطل عجلة التنمية!
لما يتحول نقاش قضية من القضايا إلى ميدان رحب لاستعراض مفردات أقل ما يقال عنها أنها لا تليق بمن يفترض أنهم نخبة وأصحاب رأي؟ لما الدسائس والسعي الدؤوب لإسقاط من يختلف معنا؟ لما كل هذه الإسقاطات التي امتلأ بها الهاشتاق؟ هل سيصفق لك الناس إذا شوهت سمعة أحدهم واتهمته بما ليس فيه؟ لما الفجور في الخصومة؟
أصبح البعض يستعرض عضلاته في المكان الخطأ والتوقيت غير المناسب ، عندما يطلع المسئول وصاحب القرار على هذا العراك الكلامي يتعجب وينظر حوله ويتساءل: أين هؤلاء من اختيار الطريق المناسب للمطالبة؟ أين هم عقلاء القوم؟ أين قادتهم؟ أليس فيهم رجل رشيد؟
هذا الصوت المتصاعد والذي أصم أذاننا طيلة الأيام الماضية. من المستفيد منه؟ وهل سنصل لحل لمشاكلنا إذا الكل يحرص على سقوط حرف من هنا أو هناك ليتشفى ويضر بكل ما أوتي من وسيلة وليسقط من يعتقد أنه خصم له؟
إن هذا الغبار المتطاير من هذه المعارك الخاسرة هو نتيجة جهد قد ضل طريقه ، بل أصبح البعض فيه كمن يأخذ من التراب ويضع على رأسه بانفعاله وعجلته وعدم تقبله للمختلفين معه، وكما أسلفت في مقالة سابقة (…نحن- أو على الأقل بعضنا-نعاني من عدم معرفة الصلاحيات والمسئوليات المنوطة بكل جهة…)!
إن رمي التهم والدخول في النيات والغمز واللمز من ناحية الذمم لا يقبل شرعاً ولا عرفاً ، سواء كتب بالأسماء الصريحة أو بالأسماء المستعارة ، فلنرتق في حوارنا ونعطي انطباعاً للمتابع من داخل المحافظة وخارجها أننا أهل للحوار الحضاري بعيداً عن حظوظ النفس وتغليباً للمصلحة العامة.
نحن نعاني من مشاكل مزمنة ليست وليدة الساعة ، لدينا كم كبير(فائض عن الحاجة) من المجالس، ولدينا تراكمات واجتهادات أصاب بعضها وأخطأ الآخر، لنترك للمعنيين فرصة العمل دون تشويش أو تجييش للرأي العام ، وليس منطقياً أن كلاً منا يختبئ خلف جهازه ثم يبدأ في التنظير دون بذل جهد في التواصل الصادق والمتابعة الإيجابية لكل ماله علاقة بالتنمية بالمحافظة.
فهل نستطيع أن نتنازل عن حظوظنا الشخصية ونغلب مصلحة المجموع؟
سؤال ملح أجب عليه، ثم اقلب الصفحة وضع سطراً تثبت فيه أنك أهل للمسئولية الشرعية والنظامية تجاه من قدموك وظنوا بك خيراً.
محمد بن سعيد الصحفي
محاضر الإدارة والقيادة في الكلية التقنية بجدة
عضو المجلس البلدي بمحافظة خليص
مقالات سابقة للكاتب