تتعدد التعريفات اللغوية لهذه الكلمة (الوصاية)، يندرج بعضها تحت ما يسمى الوصاية السياسية والوصاية الشرعية والوصاية الاجتماعية، وكل منها يستظل تحته العديد من الأقسام والفروع المتشعبة، ولكن يخفى علينا أو يتخفى عنا قسم منها لا نجني منه أي فائدة سوى هدم البناء وتحطيم النجاح وتقزيم الافكار، ألا وهو وصاية الفكر والرأي، إذ يتستر ويتخفى تحت عباءة الانتقاد تارة وتحت مسمى اختلاف وجهات النظر تارةً أخرى!.
وبين وصاية الرأي والانتقاد سور منخفض يسهل القفز منه، فتجد من يمارس هذة الوصاية محارباً لكل رأي، منتقداً لكل فكرة.
تجدهم بيننا يظهرون بمظاهر جذابة بمظهر المتعلمين والمثقفين وأحياناً تجدهم بمظهر الوجاهة الاجتماعية وأحياناً بمظهر الإنجازات والأنا!.
كم من مبدع قتلوا إبداعه وصار عبرة لمن يفكر بالإبداع وكم من ناجح هدموا نجاحه وحكوا قصص فشله
وذلك لأسباب عدة من أهمها جعل أنفسهم الوحيدين بساحات الإبداع أو حماية لمصالحهم الشخصية أو اعتقادات خاصة بهم.
منطقتنا وقراها جميلة ورائعة الجمال، تحتاج المبدعين وتحتاج من يطرح الأفكار وتحتاج من يدلي بآرآئه، وألا يقف دونهم من فرضوا أنفسهم أوصياء على الفكر والإبداع.
أوجه هنا كلامي للمبدعين وأصحاب الفكر النيِّر وأصحاب الطموح الذي قال عنه سيدي ولي العهد محمد بن سلمان (طموحنا السماء)، لا تلتفوا للمتفردين بالرأي وأوصياء الفكر، خذوا الانتقاد ممن يملك العلم والمعرفه بما تطرحوا، خذوا وجهات النظر المختلفة معكم ورحبوا بها واجعلوها سلماً للنجاح والتطوير، واذا اشتدت عاصفة المتفردين بالرأي عليكم انحنوا عنها؛ تجنباً لانكساركم، وهذا مبتغاهم لا تمكنوهم منه.
واجعلوا فكركم وإبداعكم ذا هدف وطموح يخدم دينكم ووطنكم ومجتمعكم.
رسالة ختامية:
لا تبخل بعلمك أو معرفتك التي تملكها، وأنذر نفسك وعلمك لمن هم في بداية سلم الطموح فـ (زكاة العلم نشره).
ورسالتي لمن تعصّب لرأيه وجعل وجهة نظره صوابا لا يقبل الخطأ: يقول الشافعي -رحمه الله-: (رأي غيري خطأ يحتمل الصواب، ورأيي صواب يحتمل الخطأ)، وكان يقول: (ما حاورت أحدآ إلا تمنيت أن يظهر الحق بلسانه).
كونوا لطفاء بطرح آرائكم وانتقاداتكم، ولاتكثروا من الانتقاد وتصبحوا بنظر المُنتقد أنكم تستهدفونه بشخصه، وكذلك تكونوا كما سبق “أوصياء رأي”.
وقفة للمبدعين:
انطلق باتجاه القمر، حتى وإن فشلت فإنك ستستقر بين النجوم)* “لس براون”.
تركي البشري
مقالات سابقة للكاتب