الكل يعلم أن المملكة العربية السعوية تستضيف قمة العشرين G20 في 2020م، وهي تستعد لذلك الحدث الكبير منذ انتهاء فعالية قمة G20 في اليابان 2019م
ولا شك أن المملكة العربية السعودية دولة عظمى ذات أثر فعال في العالم دينيا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا، ونحن نقف صفا واحدا إلى جانب وخلف قيادتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان آل سعود في كل ما يقومون به من تدابير لمصلحة الدين والوطن والمواطن والمسلمين عموماً.
وليس بمستغرب على المملكة العربية السعودية أرض الحرمين الشريفين ومهبط الوحي هذا الأمر لا أثرا ولا تنظيما.
ولا يخفى على معظم المثقفين أهمية دور مؤسسات المجتمع المدني في مناقشة القضايا المجتمعية ذات الأهمية القصوى وأثر ذلك على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي. وحيث أن العالم أصبح قرية واحدة كل ما يحدث في جزء منه يعلمه الجميع ويهتم به معظم العالم.
وأضحى تسارع وتيرة التطور في كافة المجالات واضحا للعيان وسمة من سمات التطور والإنفجار التقني على كافة المستويات.
من التحضيرات والجهود التي تذكر فتشكر في هذا السياق ومثالا مشرفا محليا وإقليميا وعالميا جهود مؤسسة الملك الخيرية KKF والتي استضافت المعسكر التحضيري للمنظمات غير الربحية C20
في الفترة من 2019/9/8م إلى 2019/9/13م بمقر المؤسسة في الرياض.
حقيقة كان اجتماعا حيويا ورائعا ومتميزا من حيث الموضوعات الدسمة التي تمت مناقشتها وطريقة تنظيم الأداء طيلة أيام الملتقى ونوعية الضيوف المدعوين من داخل المملكة وخارجها حيث لاحظنا ولمسنا مهارات القائمين على التنظيم العالية وسمو أخلاقهم وفي مقدمتهم سمو الأميرة نوف بنت محمد بن عبدالله آل سعود، وكذلك المستوى الثقافي العالي للمشاركين عموما وتنوع اهتماماتهم ومجالاتهم وعلامات حب العطاء للوطن بكل فخر واعتزاز ولمسنا ولاحظنا مدى حب أبناء الوطن لبلدهم وإعجاب الضيوف الزائرين من البلدان الأجنبية إعجابهم بالسعودية والشعب السعودي العزيز.
وقد بذل المشاركون كل طاقاتهم في سبيل إبراز أهم القضايا التي تهم البلد والمشتركة في الهموم مع دول ال G20 مثل التعليم والتدريب والصحة والبيئة والعدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة والطاقة وكل ما يدور في فلك جودة الخدمات المقدمة.
تمت المناقشة والمداولات وتقديم التوصيات التي نتوقع إسهامها إيجابا في مساعدة القادة لاتخاذ قرارات اكثر ملائمة لبلدانهم جميعا إذا ما أُخِذت بعين الاعتبار والتقدير.
الكل يتمنى الإضافة والحرص على الإسهام في تنمية مجتمعه وتطوره، ودليل ذلك أن المشاركين استقطعوا من وقتهم وجهدهم وأعبائهم متطوعين للمشاركة في كل ما يخدم الوطن والإنسانية جمعاء ، وهذا يدل على حب الوطن والولاء والانتماء له والتضحية من أجله والإسهام في تطوره وتقدمه، وقد اتسم المشاركون عامة بالانضباط الذاتي الذي أعتبره سيد مبادئ العمل والمؤثر في بقية المبادئ عموما، والذي قال عنه
كوب كاب ماير Kop Kopmayer الذي وضع كتاباً أسماه ( ألف مبدأ في النجاح ) وقال كاب ماير إن أهمها هو عادة الانضباط ألذاتي Self Discipline التي إذا لم تمتلكها فلا تستطيع أن تحقق المبادئ الباقية.
وعرف كاب ماير الإنضباط الذاتي بأنه : ( أن تحمل نفسك على أن تفعل ما يجب عليك أن تفعله، عندما يجب عليك أن تفعله، سواء أعجبك ذلك أم لا ).
ويحدونا الأمل في الاثر الايجابي المتوقع من القادة بقمة G20 القادمة في التجاوب والاستفادة من آراء منظمات المجتمع المدني C20 بما يخدم بلدانهم عموما وبلدنا خصوصا.
وهنا تجدر الاشارة الى الاستفادة التي حصلت وتحصل على المستوى الاجتماعي التشاركي فيما بين الأعضاء المشاركين وتبادل الخبرات والمنافع فيما بينهم وهذا يؤكد حصول الفوائد السريعة على مستوى الأفراد ومنظماتهم بما يسهم مباشرة وضمناً في تطور المجتمع ومستوى الخدمات وتطور الوعي لدى أفراد المجتمع عموما وتعميق مفهوم الولاء وتعزيز الانتماء .
ختاما:
نتطلع الى الاستمرار في خدمة بلادنا وأُمتنا من خلال تطبيق ما نتعلمه ونطمح إلى توسيع دائرة المشاركة من قبل المنظمات الوطنية في التفاعل مع كل ما يخدم البلاد والعباد حيث أننا بلد عظيم نمتلك من المقومات جميعها تقريبا لنكون في مقدمة دول العالم المتقدم بل ونقودها ان شاء الله.
ويبقى الأثر خالداً.
المستشار الدكتور حمد البشري
مقالات سابقة للكاتب