يخالج مشاعرنا أحياناً عندما نقرأُ او نسمع مديحاً او ثناءاً أو شكراً أو تقديراً أو إشادةً لاحدٍ نعرفه أو نجهله شعوراً من الغبطة والقشعريرة قد ترتقي إلى درجة الحسد والنميمة ، كلما زاد الإسهاب في الإطراء والإثراء والمديح.
لأننا نعتقد أن ذلك الثناء والمديح إنما هو لجلب منفعة أو لقضاء حاجة أو للتقرب من الممدوح زُلفى
ولم نحرك أطراف أبصارنا للنظر إلى إنجاز الممدوح وتضحياته وإبداعاته وتفانيه
ومن ثم تقييمها ووزنها لنرى ما اذا كانت تستحق الاشادة والثناء والإجلال أم لا.
ثم لنرى ما إذا. كنا قدرناها حق قدرها أم لا.
هذا ما قدمته لنا صحيفتنا المبجلة والقائمون عليها ، انار الله عقولهم وزادهم من فضله وبارك أناملهم وأقلامهم.
— فقد شكرونا قبل أن نشكرهم
— وقدكرّمونا قبل ان نكرمهم
— وقد ذكرونا. قبل أن نذكرهم
بل طرقوا أبواب منازلنا وقدموا لنا عبارات الشكر والتقدير والعرفان.
لقد انزلونا منازل الشرفاء ، وأقعدونا مقاعد الشهرة والكبراء.
والبسونا ثياب الفقهاء والأتقياء ، ثم افتخروا باليسير الذي شاركنا به ، والقليل الذي قدمناه لهم ، فسارعوا وتسابقوا إلى الاعتزاز بِنَا وإكرامنا قبل أن نفيق من سباتنا ونعتز بهم ونُكرمَ نُزلهم ومقامهم.
.. فأىُ ثقافة هذه .. وأىُ علوٍ وسمو.
وأىُ عبارات تقف أمامهم إجلالا واحتراما
وتفيهم حقهم وقدرهم.
لقد بددوا الخوف والخجل والامتعاض من عقولنا ، وايقظوا احساساً كان غافلاً عن التقدير والإدراك ودقة التعبير.
.. لقد علمونا أن كلمات الشكر والتقدير والثناء وقوداً لمشاعر الانسان ، تزيده توهجا وتميزا في البذل والعطاء.
لقد ذكّرونا بأن ربنا عز وجل يحب الشكر والحمد والمنة.
اذ قال (( وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ))
لقد قالوا لنا : افيقوا .. فمن يشكرُ من ؟!
أ. سعيد عناية الله الصحفي
مقالات سابقة للكاتب:
– القلم السياسي
– لا لن يخدشوا وجهك النضر
– ذهب و لهب
مقالات سابقة للكاتب