سأتحدث عن شعورنا فور التغيير الوزاري قبل عام مضى ، وبالأخص وزارة التربية والتعليم (سابقاً) وما صاحب ذلك التغيير من هالة إعلامية ووعود وتصريحات وقرارات حتى ظن الجميع بأن أحلامنا سوف تتحقق وأن آمالنا سوف تصبح واقعاً وأن أكاليلاً من الورود ستزين أعناقنا..
وما لبثنا أن رأينا سيلاً من القرارات ولكن كلها كانت باتجاه زملائنا شاغلي الوظائف التعليمية ..
مقابل تجاهل تام لشاغلي الوظائف الإدارية وكأنهم ليسوا جزءًا من المنظومة التعليمية !
لم يكن تجاهلنا لما يزين أعيننا من مستحضرات تزيدنا بهاء و وجاهة لدى منفذي تلك القرارات الوزارية التي استهدفت فرسان التعليم زميلاتنا وزملاءنا (شاغلي وشاغلات الوظائف التعليمية) ، ولكن كان السبب في ذلك هو استهداف المعلم فقط بالتخطيط الاستراتيجي والتنظيم والرقابة والتتقييم ..
نعم نحن شاغلي وشاغلات الوظائف الإدارية لم نكن سوى ناقة تحمل فارسا مناضلا يستهدفه الجميع في الحرب والسلم ..
وجاء الملك سلمان حفظه الله وعين عزام وزيرا للتعليم .. واستبشرنا خيراً .. وانتظرنا .. ولكن دونما بارقة أمل !
وها نحن اليوم .. نمسح على أعيننا دهشة لنتأكد أننا مازلنا تلك الناقة التي تتحمل مشقة ذلك الفارس الذي استفحلت الجهات المعنية
كيف تقيمه .. كيف تدربه.. كيف تكافئه ؟!!!
إبتداءً من السلم الوظيفي ، مرورا بالمميزات المهنية .. وانتهاء لمؤشرات الأداء الإشرافية وكيفية التقييم والتكريم
بينما يحمل معظمنا نفس المؤهلات تربوية كانت أم مهنية
لكننا ظلمنا بأيدينا فحن من آثر العمل على البطالة ..
(على طريقة بيدي لابيدي عمرو) .. تم تعيننا على الوظائف الإدارية وسلم المراتب بينما نتقاضى أجرا لا يتناسب مطلقا مع مؤهلاتنا التربوية هذا إن كان هنالك من يعترف بنا ككوادر تربوية أساسا.
ربما يتساءل الكثير من القراء (ماخطب الكوادر الإدارية؟!)
بكل أسف هم كوادر وطنية تحمل مؤهلات تربوية عالية يتم تعينهم في الوظائف الإدارية وعلى سلم المراتب الإدارية التي لا تقارن مطلقا مع المستويات التعليمية .. والعلاوات السنوية وسلم الرواتب والبدلات ..الخ
نتمنى أن يعاملوا معاملة حملة الشهادات التربوية الممارسين للأعمال الإدارية أمثال (مدير.. وكيل.. مرشد طلابي ..مشرف)
على أن يتم ترقيتهم على المستويات أسوة بزملائهم التربويين ، أو أن يتم تصحيح أوضاعهم .. وتحويلهم من كادر إداري الى كادر تعليمي ..
الحق يقال بأن أي إدارية أو إداري يحصل على 10 سنوات خدمة يستحيل فيها أن ينال ما يناله المعلم في 5 سنوات خدمة… ليس حسدا ولكن البعض يستند إلى أن هنالك فرق شاسع بين المهنة والوظيفة
البعض الآخر يقولون المعلم صاحب مهنة كالمهندس والطبيب
فقط أقول بأنه .. الآن ومع تطور الفكر الإداري وتحول العملية الإدارية من الوظيفية إلى المهنية فقد اعترف علماء الإدارة في الزمن القريب بأن الإدارة فن.. ومهنة تحتاج إلى كوادر تمتهن ذلك بجدارة .. ففتحت الجامعات التي تختص بتخصصات إدارة الأعمال والعلوم الإدارية وغيرها . هذا ولا يخفى عليكم ما استحدث وسيتم تطبيقة في الأعوام القادمة.. وهي وجود (المسار الإداري) ضمن مسارات تخصصات الشهادة الثانوية .. فكان بذلك أكبر دليل على مهنية الإدارة وضرورة العمل بها ودراستها منهجيا والعمل بها مهنيا..
كل ذلك فقط لأنهن (وساتحدث عن العنصر النسائي من الكادر الإداري)..
خريجتان لدفعة واحدة بمعدل متقارب وتتوظفن في نفس العام في مدارس التعليم العام .. إحداهن بمسمى مساعد إداري بالمرتبة السادسة وتتقاضى مبلغ 6000
بينما زميلتها من شاغلي الوظائف التعليمة على المستوى الخامس براتب 8000 ريال .
الأولى تسجل حضورها في تمام الساعة السابعة كالمعلمة تماما وتنصرف أيضا مع إنصراف المعلمات بيد أنها (المساعد الإداري) تعمل على اتمام العملية التعليمية حتى وان لم تكن معلمة ، فتتكبد اعمالا في سبيل الارتقاء بالعملية التعليمة في منظومة تكاملية بين الكادر التعليمي والتربوي ..
هذا.. والقليل فقط يعلم أن الموظف الإداري هو الجندي المجهول في بناء العملية التعليمية والارتقاء بمستوى تقدمها وازدهارها بشكل مباشر أو غير مباشر..
ختاماً : دعونا نتساءل : أوليس من الأجدر مساواتهم أو مساواتهن بالكادر التعليمي ؟!
فقد آن الأوان لأن ينفذ صبر تللك الناقة التي تحمل ذلك الفارس.
ليلى عبد المحسن الشيخ
مقالات سابقة للكاتبة:
١. مول خليص .. الحلم القادم
٢. البروقراطية بقراطيس جديدة
٣.دورات تأهيل الزواج.. بين الحاجة والترف !
٤. صراع الغيرة -٢
٥. صراع الغيرة -١
٦. لن اتسلسل في رمضان
٧. لا قوامة من غير نفقة
٨. سيدتي الخادمة !
٩. مراسيم العزاء … في المريخ !