لخص ربعي بن عامر رضي الله عنه مفهوماً سماوياً لرسالة الإنسان في الحياة ، ومنهجاً ربانياً للمسلم الحق في عبارات أنتجها منهج تربى عليه وفهم مراداته.
وخرج الإنسان من عبودية أصنام كثيرة ماديةً ومعنويةً ، فأصبح بذلك حراً إلا من عبادة الله عز وجل ، لا يخضع لسلطان قبيلة أو سلطان عادة اجتماعية تقيد حركته الطبيعية.
صنع هذا المنهج بيئة شرعية صحية يقف فيها سلمان الفارسي رضي الله عنه ليقول لعمر بن الخطاب رضي الله عنه : لا سمع ولا طاعة إلا بعد أن تخبرنا من أين لك هذا الثوب؟! ثم أجابه في قصة معروفة الشاهد فيها هذا الجو المفعم بالحرية الفردية المنضبطة بوحي يحي العزة ، ويربي الأنفة بالحق لكل مسلم يريد ما عند الله.
ثم توالت السنون والأيام ، وامتد هذا الفتح الرباني كمنهج حياة للفرد والمجتمع في تناغم وتوازن لا يبغيان.
وهكذا سنة الله في خلقه”عند البعد عن منهجه الصحيح”،جاءت عصور التخلف والانحطاط واندثار كثير من القيم والمباديء التي تسير حياة الإنسان باعتباره إنساناً صاحب كيان ودور في الحياة ، فاستعبد هذا الإنسان – أو هو أراد ذلك لنفسه – فأصبح لا مبالياُ ،سلبياً ، متواكلاً ، يقبل بالرشاوى ويعطيها يشهد زوراً وبهتاناً ، تقوده بوصلة مصالحه بدلاً من مبادئه ، ثم يمط شفتيه ويقول “أنا لست الوحيد” الكل يعمل مثلي ، المحيط يجبرني على سلوك لا أرتضيه! الموت مع الجماعة رحمة!
يعيش في صراع وتناقض مع ما تربى عليه وما هو موجود فعلاً كسلوك يمارسه يومياً ، هذا التناقض الصارخ لا يتوقع من صاحبه رأياً بناءً ، أو مشاركة فعالة في بناء مجتمع يصرخ أصلاً بكثير ممن ينتمون إليه مستجدياً حميتهم الدينية: عودوا إلى بارئكم واستسلموا له تكن لكم النجاة في الدارين.
أبوعمر محمد بن سعيد الصحفي
محاضر بالكلية التقنية بجدة
مقالات سابقة للكاتب :
– إياك أعني !
حرث البحر !
– يا من لا يزول ملكه
– وفد العزايم
– النذير العريان
الرأي والرأي الآخر !
– أعطني شاشة ، أعطيك شعباً
– سياط التغيير
– مشاريع غران التنموية وآفة النفس القصير
– أمن أجل الدرجة وصلنا لهذه الدرجة ؟!
– تنمية البشر قبل تنمية الحجر
– الساعة 11 … لا أحد يتأخر!!
– التدجين وتمزيق الكتب
مقالات سابقة للكاتب