باستمرار أتساءل عن سر النجاح الكبير والمبهر الذي يحدث بمركز عسفان وبالتحديد في جهاز بلديتها ، وأنا لست وحدي في هذا التساؤل ، بل كل من يعبر عسفان من المحافظات المجاورة ، أو ممن أتى بهم الطريق كعابري سبيل من الحجاج والمعتمرين وغيرهم من مرتادي طريق الحرمين (مكة المكرمة – المدينة المنورة).
ومع أنني أشارك البلدية والمجلس البلدي في كل مناسباتهم وأعرف عن قرب مدى حجم الإنجاز وأرصد ذلك موثقاً بالصور ومقاطع الفيديوهات وإن كانت لاتحتاج إلى توثيق فهي كالشمس في رابعة النهار؛ غير أنني أنقل تلك المنجزات لمن هم بعيد عن المنطقة الجغرافية .
وقد دُعيت مؤخراً لحفل تكريم غير مستغرب من المجلس البلدي بعسفان لجهاز بلديتها صاحبة الإنجازات المذهلة ، لبيت الدعوة وسعدت بها ، وقد أحسنوا في توقيتها بعد نهاية الدوام حتى لا يخل بالعمل ، وهكذا هم أصحاب الهمم يحرصون على إنجاز العمل ويدركون قيمة ساعاته فالدقائق لديهم ثمينة .
في هذا المحفل “البسيط في شكله العظيم في مضمونه” ، والمقام في المركز الحضاري وهو تحفة معمارية راقية ، تحدث رئيس المجلس البلدي المدرب المحترف الأستاذ الدكتور عايش البشري فماذا تنتظر منه سوى الإبداع في الفكر والطرح والأسلوب ، لقد كان راقياً وهو يخاطب رئيس ومنسوبي البلدية المكرمين ببشاشةٍ وطلاقة وجه واصفاً رئيس البلدية بالمبدع الذي استطاع صناعة منظومة إبداعية من موظفيه ، فخلق كوكبة مشعة من الإبداع لكل منهم فكر منتج للإبداع والإنجاز ، لقد زرع فيهم الثقة ومنحهم الصلاحية وحملهم المسؤولية فجنى منهم الإنجازات وقطف الجودة والإحسان في العمل ، وعندما تحدث قائد الإبداع وقبطان مركب الإنجاز المهندس عمر العصيمي لم ينسب الأمر له ، ولم يفاخر بما أنجز ، بل رد الأمر لأهله وأنه و فريق عمله ينفذون توجيهات ولاة الأمور وما هم سوى مقدموا خدمة سيرحلون ويأتي غيرهم ليكمل الدور .
وساقني الفضول أين يجلس رئيس وأعضاء المجلس البلدي ، فالتفت يميناً وشمالاً فإذا هم في أقصى طرف المجلس لا يبحثون عن الأضواء ولا فلاشات المصورين بقدر ما يبحثون عن أضواء الإنجازات.
تحدثت لبعضهم بعد ما شاهدت وشاهد غيري من الحضور الفيلم الوثائقي المعجزة في الفكر والإنجاز والإبداع في عرض تلك المشاريع المنفذة والجاري تنفيذها والمخطط لها مستقبلا ودهشت بفكرة الحي المثالي حي ” البرث” المرتقب تنفيذه وتهيئته وتأهيلة بالكامل من أرصفة وسفلتة وتشجير وإضاءة فاخرة وإعداد مواقف وممرات وتقاطعات وحدائق ومماشي وغيرها ، ليكون بذلك باكورة مشروع الحي المثالي لكل أحياء مركز عسفان التي سيأتي عليها الدور تباعاً حسب خطط وٌضعت وفق دراسات محددة ومزمنة روعي فيها الأولويات.
تحدثت مع معظم الأعضاء فكان الكل يتحدث دون وضع خطوط حمراء ، وهذا قابل للنشر وذلك غير قابل للنشر ، بل كل شيء لديهم فوق الطاولة كما يقال ، وأذكر هنا بالمناسبة أنني حضرت لديهم أكثر من اجتماع ناقشوا فيه مواضيع في غاية الأهمية وكنا ننقل عبر السناب مباشر ولم نجد من يمنعنا أو يوصي بحذف بعض المقاطع ، فلا يوجد لديهم ما يخشون خروجه لعامة الناس.
علمت عندها سر هذا الإبداع الذي أنتج الإنجاز تلو الآخر ، وعلمت حينها أي إدارة راقية تدير المجلس البلدي والبلدية ، وفطنت أن علم الإدارة علم وأي علم لا يعلمه الكثيرون ، وإن علمه لا يجيده سوى القلة ، وسعدت أيما سعادة حينما أخبرني رئيس المجلس البلدي بأن بلدي عسفان أصبح مورداً ومقصداً عذباً تتوافد عليه وفود المجالس البلدية من غرب البلاد وشرقها يستقون من مائه حتى أصبحت عسفان ومجلسها البلدي مضرب المثل في الإنجاز والإبداع مع قصر عمرها الزمني الذي لم يتجاوز بضع سنين، وهنا تأكد لدي أن الحضارات لا تقاس بطول السنين ولا بقصرها بل بحجم المنجزات وجودتها.
هنا توقفت عن الكلام وأخذت أتمتم بصوت مسموع سلاماً …سلاماً … يا عروس الحجاز عسفان ، وسيكون لنا لقاء مطول مع قائد كوكبة المجلس البلدي بعسفان قريباً . فانتظرونا…
أحمد عناية الله الصحفي
رئيس تحرير صحيفة غران الإلكترونية
أمين المجلس الاستشاري بمحافظة خليص
مقالات سابقة للكاتب