غداً تشرق الشمس وتملأ الكون ضياءً ونورا ساطعاً واضحاً لا لَبْس فيه ولا ريب أو شك ، وغداً نسمو بأخلاقنا وسلوكنا وثقافتنا التي اكتسبناها من ديننا الحنيف ، فنعانق الأفق طيباً ومودة وسماحة ، وغداً نستبقُ فعل الخيرات والطاعات ، ونبذ الفجور والعصيان والمنكرات ، وغداً نتفقد أهلنا وأرحامنا وجيراننا فنواسيهم ونلتمس حاجاتهم ومعاناتهم ونمد لهم يد الرحمة والعون .
وغداً تتوحد الجهود ويستقيم الرأي ويسود مجالسنا ولقاءاتنا واجتماعاتنا الحب والتقدير والتسامح والاحترام ، وغداً تصفو القلوب وتطهر الأنفس فلا غِل ولا حقد ولا بغضاء أو ضغينة ، وغداً نذهب للعمل من أجل العمل والإخلاص والإبداع والإنتاج .
وغداً نذهب لصناديق المجالس البلدية فنهدي أصواتنا للأجدر والأكفأ والأحق بكل أمانة وإخلاص ، بصرف النظر عن حسبه ونسبه وأصله وفصله أو عشيرته الأقربين ، وغداً نحضر مناسباتنا وأفراحنا برغبة صادقة في المشاركة وفي المد والعطاء والمساعدة وليس لتأدية واجب أو تسجيل موقف ، وغداً نُنزل الناس منازلهم فنقول لمن أحسن أحسنت ونشكره ونقدره ونعززه ، ونقول لمن أساء أسأت فننصره ونردعه ، وغداً يستكين النقد للإصلاح والتهذيب والتقويم ، ويكون بوابة للتعزيز وركيزة للبناء والتشييد .
وغداً قد لانراه ولا نعرفه قد نرحل وقد نبقى لغدٍ بعده لكننا حتماً سنرحل ، وتبقى الأحلام والآمال وقد لاتبقى ، لكنها ستعود من حيث أتت وتأتي من حيث عادت ، فتشرق شمس وتغرب شمس وغدا يأتي فيصبح أمس .
مقالات سابقة للكاتب