عاصفة الحزم مرحلة “إعادة الأمل”

أخي القارئ الكريم حفظك الله ورعاك ، أعلم يرحمك الله أن الله سبحانه وتعالى خالق كل الخلق ، والخلق عياله فلا بد أن يضمن لهم إستبقاء حياة وإستبقاء نوع ، فاستبقاء الحياة بالقوت ، قال تعالى ({ وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي ٱلأَرْضِ إِلاَّ عَلَى ٱللَّهِ رِزْقُهَا ………..} [هود: 6].
وكما إستبقى الله لخلقه الحياة بالقوت ، إستبقى نوعهم بالتزاوج والمصاهرة وهذه عرفناها من خلال معرفتنا بسفينة نوح حيث قال الله له ( قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ… ) [هود : 40] ، وأنا وأنت والعالم أجمع من (( ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا ) [الإسراء :3] .

أخي القارئ الكريم عرفت من خلال التقرير السابق أن الله قد تكفل ببقاء حياة الخلق ونوعهم وضمن لهم ذلك ، فهل ضمن لهم الأمن ؟

أعلم أخي القارئ الحبيب أن أصل الخلق أنسهم وجنهم ثلاثة آدم وحواء وإبليس ، وبما وصفهم الله تعالى في كتابه ؟ وصفهم بقوله إهبطوا منها جميعا بعضكم لبعض عدو .. فالأمن إذن موكل للخلق إن أخذوا بأسبابه .

بعضكم لبعض عدو ، فلا تتوقع أمن مع وجود عدو ، ولكن القضاء على إمكانات العدو أولا ، ثم البحث عن بسط الأمن ثانيا ، وهذا لا يتحقق بعد توفيق الله إلا بسببين ، أعني بقوتين قوة من الداخل وهي قوة الإيمان ، قال تعالى ( الذين أمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولائك لهم الأمن ) ، وقوة خارجية وهي قوة الأعوان المتمثلة في العدة والعتاد ، قال تعالى ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ) ، بهاتين القوتين تحقق مرحلة ( إعادة الأمل ) أهدافها إن شاء الله .

يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ألا إن القوة الرمي ألا إن القوة الرمي ألا إن القوة الرمي ) … رواه مسلم .
لم خص الرسول صلى الله عليه وسلم قوة الرمي من سائر القوى؟ ، لأن بقوة الرمي تنال من عدوك ولا ينال منك إن كنت أقوى منه في الدقة وإصابة الهدف وبعد المدى ، والقوة المعاصرة التي تمثل هذه القوة هي قوة الطائرات الحربية والصواريخ الأرضية الجوية .

عاصفة الحزم قائدها مثقف دينياً موفقاً إلاهياً ، عرف موطن قوة العدو فدمرها في ربع ساعة فأصبح هو الوحيد الذي في الساحة يملك هذه القوة ، فالعدو وإن عاث في الأرض فساداً إلا أنه قد يئس من توسعه وسيطرته فهو كالطير مكسور جناحاه ، لذا بدأت مرحلة ( إعادة الأمل ) وهو بسط الأمن في ربوع اليمن .

نرجو من الله عز وجل تحقيق الأمل وبسط الأمن فهو القادر على ذلك ولو كره المفسدون ، (لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ ) وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد .

مقالات سابقة للكاتب

2 تعليق على “عاصفة الحزم مرحلة “إعادة الأمل”

HiFa

جميل جدا ما كتبته استاذ نافع ، فشكرا لك .
فنعمة الأمن نعمه عظيمة لا يستشعرها إلا من فقدها ولو لفترة قصيرة ، و ان من اسباب استمرار نعمة الامن هو حمد الله و شكره عليها .
اسال المولى عزوجل ان لا يحرمنا نعمة الامن و الامان و ان ينصر جنودنا البواسل و يسدد رميهم و ان يعيد لأهل اليمن الامن و الاستقرار .

أبو مشعاب

نعمة الأمن من نعم الله يجب شكرها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *