ما إنْ تقلد الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- سدة الحكم في البلاد ، حتى بدأت القرارات ذات الشأن الداخلي والشأن الخارجي تتوالى سراعاً قراراً يلو الآخر ، والشاهد الذي يجمع هذه القرارات مجتمعة يجد أنها كلها حازمة وفاصلة وحاسمة ، والأجمل من ذلك أنها أيضاً جميعها لاقت تأييداً واسعاً على المستوى العائلي- لآل سعود- والمستوى الوطني لشعب المملكة والتأييد المطلق على المستويات الخارجية الإقليمية منها والإسلامية والدولية.
وعند تتبع القرارت الداخلية الحازمة بداية من التعيينات والإعفاءات وعلى جميع المستويات المؤسسية والوزارية والإدارية وأخيراً على مستوى قيادات الدولة ، نجد أنها إنطلقت من مبدأين إثنين وتعطي هوية محددة وواضحة لسياسة الدولة الداخلية ، فالمبدأ الأول هو الإستقرار للوطن والمواطن والعمل على ذلك منذ البداية ، أمّا المبدأ الثاني فهو أن البقاء للأفضل فقط ، ومَنْ يعمل مخلصاً لله ثم للمليك وللوطن هو الجدير بالمنصب ، وما عدا ذلك لا مكان له مهما كان هذا الموقع.
من قرارات الحزم في الشؤون الداخلية مثلاً ، نجد إعفاء وزراء وتعيين آخريين ، حيث لم يكن لإنتهاء مدة فترة العمل بالمنصب – كأربع سنوات مثلاً – أي قيمة أو إعتبار ، لأن القيمة بالعمل والإنتاج ، كيف أعرفك؟ أعرفك بماذا قدّمت .
وهناك قرارت تبنت الجوانب الإجتماعية والتربوية والمذهبية أيضاً ، كان لإصدارها أصداءً إيجابية ممتازة، فنجد التحقيق مع عسكري تجاه تغريدته المسيئة لفئة من المواطنين ، وقراراً بإعادة معلمة لعملها بعد تحويلها إلى إدارية بسبب مذهبها ، وثالث منْع أحد الشخصيات المعروفة بالظهور مرة أخرى رياضياً وإعلامياً بسبب كلمته العنصرية ، كل هذه الأمور أعطت المواطن السعودي الشعور بالراحة والطمأنينة ، وأن قيمته كإنسان محفوظة لدى حكامنا ، ولا يمكن المساس بها ولا التفريط فيها.
أما على الصعيد الإقليمي والدولي ، فقد حقق الملك سلمان الكثير من النجاحات ، والكثير من الحراك الدولي ، وأولها قرار ” عاصفة الحزم” ، الذي أدهش رؤساء العالم الأول قبل أن يندهش منه عامة الشعوب ، والسبب لأن المملكة العربية السعودية أخذت زمام ” المبادرة” في إتخاذ قرار حربي صحيح كهذا، فكسبت إحترام العالم أجمع ، ولكن ككل مرة، بل إن هذه المرة كسبت هذا الإحترام لأنها أصبحت “القائدة” التي تقود المنطقة ليس حسب مصلحتها الشخصية، ولكن للمصلحة العامة للمنطقة ككل ، وأولها – مستعينين بالله تعالى – ، نصرة للمظلوم وإستجابة لإغاثة المستغيث ، وأهمها إيقاف النفوذ الإيراني في المنطقة ، بعد أن تمادى وطال السكوت عليه ، ولكن حان الوقت لصده ودحره .
وكما كان التأييد الشعبي لقرارت الملك سلمان للشؤون الداخلية ، كان التأييد الشعبي والعربي والإسلامي وآخرها التأييد العالمي الذي أعطى للمملكة العربية السعودية بشكل خاص ولدول الخليج العربي بشكل عام مكانة في قلب كل مسلم ، وبالحزم كان الموقف السعودي صارماً تجاه كل من سوّلت وتسول له نفسه معاداة الوطن وإيذائه ، وأولهم من نسي فضل الحكومة السعودية عليه بعد فضل الله تعالى ، وأن الملك سلمان يُغيث كل من يستغيثه نصرة للحق ونصرة للمظلوم.
خلاصة القول أن كل هذه القرارات الحاسمة أعطت الأمن والأمان والإستقرار للمواطن من الداخل ، وأعطت درساً نموذجياً وخطاً أحمراً لأعداء الوطن ، حتى يعيدوا حساباتهم مرة أخرى مع حكومة خادم الحرمين الشريفين وشعبه ، ويحذروا أشد الحذر من غضب الحليم.
حفظ الله سلمان بن عبدالعزيز ، الذي أعاد للمسلم هيبته بين شعوب العالم ، وأصبحنا كمسلمين نستشعر فعلاً قوله تعالى ” وَلله العِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَللْمؤمِنِينَ وَلَكِنَّ المُنَافِقِينَ لاَ يَعْلَمٌونَ ” [ المنافقون: 8].
مقالات سابقة للكاتب