يقول المثل العربي الشهير (( وما آفة الأخبار إلا رواتها )) ..
كُثر الحديث في الآونة الأخيرة وتنوعت وتعددت مصادره وتمشيخ رواته ، وأبدع حايكوه وقاصوه عن السيد رئيس بلدية خليص ، فأطلقوا حملة ضده تحت شعار ((أنقذوا خليص)) ويبدو أن الأرض ضاقت عليهم بما رحبت بل ضاقت صدورهم ونفذ صبرهم ، فاستصرخوا المسؤولين مطالبينهم بإسترجاع حقوقهم وحرثهم بعد أن نفشت فيه غنم القوم فأصبح كالصريم .
وإذا نظرنا لهذا الموضوع بعين الحكمة والإنصاف والعدل والدراسة والتحليل ، وأخضعناه لمعايير المطالبة بالحقوق ، فإن أول مؤشرٍ يدل على صدق مطالبهم وعمق تأثرهم بالمظلمة هو وحدة مطلبهم ، ووحدة كلمتهم التي تطالب بالإنقاذ ، وهذا يعني أن ثمة إجراءات ومباحثات جرت مع البلدية و سلكت جميع قنوات التواصل مع المسؤولين ، لكنها لم تحقق نتائج مرضية للطرفين مما دفع الطرف الأول للمطالبة بالإنقاذ كآخر الحلول ، ويبدو أن لا عيناً رأت ولا أذناً صغت ولاخطر على قلب أحد فكرة الإجتماع بالناس والإستماع لمطالبهم وقضاء حوائجهم .
فهل شعار التهميش وصم الآذان أسلوباً ناجعاً ياسيادة الريس ، أم أن القوم ليسوا على حق وأن مطالبهم باطلة وأن إجماع رأيهم كان على ضلالة وبهتان !!!؟ ، لا ياسيادة الريس إن المنطق يقول خلاف ذلك فلا يمكن أن يجتمع الناس على باطل أو ظلم أو فساد ، ولايمكن أن يهمل المواطن ويُهمّش وولاة الأمر أعطوه جُلّ إهتمامهم وعنايتهم وسخروا المسؤولين على إختلاف مشاربهم ومراتبهم ومقاماتهم لخدمته ، والسهر على أمنه وأمانه وتحقيق رغد العيش لحياته .
ياسيادة الريس إن أصوات الناس في المحافظة قد علت وتعالت وأضحت خبراً يتناقله الرواة والرعاة وعامة الناس ، وأن الإبحار في التهميش والتطنيش وتكميم الأفواة قد يذر طموحهم ومطالبهم قاعاً صفصفاً ، وبالتالي تتوقف عوامل التنمية في المحافظة وتتعثر مشاريعها ، لذلك فإن الإستماع إلى مطالب الناس والتقرب منهم وقضاء حوائجهم وتفعيل دور المجلس البلدي وتحقيق مبدأ الأولويات في الإحتياج وعمل آلية واضحة لمشاريع المحافظة عاملاً هاماً يساهم في إعادة الثقة وتكاتف الجهود وتحقيق الأهداف. وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه .
مقالات سابقة للكاتب