هل العمل التطوعي ذو أهمية؟!!

يرتكز العمل التطوعي لدينا نحن المسلمون على عقيدة راسخة تحثنا على فعل الخير وتقديم العون والمساعدة إبتغاءً لوجه الله تعالى، وقد شكلت هذه العقيدة حافزاً لدى أفراد المجتمع للمشاركة بفاعلية في مبادرات العمل التطوعي، إلا أن هذه المشاركة إنحصرت في الآونة الأخيرة على الكوارث والأزمات، بينما مفهوم العمل التطوعي يشمل مختلف الحالات والمجالات التي تناسب مختلف القدرات والميول.

 

     وبالنظر لواقع العمل التطوعي في العالم نجد أنه بات سمة المجتمعات المتقدمة، ومن أجله أنشئت المؤسسات والجمعيات، وأجريت عليها الدراسات لإبراز مالها من إنجازات. ومن بين تلك الدراسات ما جرت في عام 2011 في أمريكا، حيث أظهرت أن واحد من بين أربعة بالغين يتطوع، وأن مجموع عدد الساعات التي تم التطوع بها في المنظمات الرسمية بلغت 709 مليار ساعة في السنة  وبقيمة 171 مليار دولار. كما أظهرت دراسة أخرى بأن 6% من الناتج القومي النرويجي يوفره العمل التطوعي. وفي عام 2003 بلغت قيمة مجموع ساعات ما تم التطوع به في بريطانية 25.3 مليار جنيه إسترليني. هذه النتائج تعكس مدى إدراك تلك المجتمعات لأهمية العمل التطوعي بالمشاركة فيه والإستفادة منه.

 

     ولكي يتحقق ما نرجوه من العمل التطوعي فإننا بحاجة لعمل مؤسسي منظم ترتسم فيه المعالم وتتضح فيه الأهداف وتتضافر حوله الجهود، وذلك لن يتأتى مالم يستشعر أفراد المجتمع أهميته من خلال مردوده الإقتصادي وأثره على الفرد المتمثل بتعلم مهارات جديدة أو تحسين مهارات يمتلكها، إضافةً لإحساسه بالرضا بتأديته دور إيجابي في مجتمعه، ناهيك عن الأجر والمثوبة التي ينالها من الله عز وجل. 

 

     ولعل في مجموعة غران التطوعية نجد ضالتنا، فهي تمثل بارقة أمل في مجتمعنا، ونعقد عليها آمالاً جساماً، لذا علينا أن نساهم في تقديم الدعم الكافي لها؛ لتضطلع بدورها في تقديم ماهو مفيد لمجتمعنا.

 

 

 

مقالات سابقة للكاتب

4 تعليق على “هل العمل التطوعي ذو أهمية؟!!

عبدالله أبو شعبة

المجتمعات المتقدمة عرفت مفتاح التقدم و هو التطوع
و بدأنا الان نعرفه ففي محافظة خليص توجد مجموعة جمدان التطوعية
و هنا توجد مجموعة غران التطوعية .. و المزيد و المثير قادم بحول الله..
من هذه المجموعات ستأتى القيادات ..
العمل التطوعي هو مفتاح الجيل القادم

أبو أنس

أحسنت …
ونحن أمة يحثها دينها على فعل الخير ومساعدة الآخرين ويرتب على ذلك الأجور العظمة فالمفترض نكون نحن أحرص من غيرنا على العمل التطوعي وأن نكون نحن من يعلم العالم فن التطوع لا أن نتعلم منه فتلك بضاعتنا ردت إلينا :(
شكراً لك سامح على المقال الجميل والتذكير المهم بورك فيك

مصهلل

صدقني اخي سامح لو تكتب معلقه باللهجه التكرونيه سأستلطفها منك لان اخلاقك وحسن تعاملك مع الناس يحبب عدوك بك قبل صديقك
كم اتمنى ان ارى الكثير من ابناء ديرتي يتعاملون بمثل اسلوبك ورقيك
اما بخصوص موضوعك فالعمل التطوعي موجود بديرتنا الحبيبه ولكن اهدافه ليست تلك الاهداف التى نرجوها منهم
ونأمل ان يكون الدافع الوحيد لمثل هذه الاعمال هو طلب الاجر والمثوبه من الله عز وجل وليس حب الظهور

شكيل

العمل التطوعي اعتقد انه تنظيم علمي جديد
لمفهوم (الفزعه) او ( الجمايل) وجميعها لنا نحن العرب نصيب الاسد منها
الفرق البسيط بين العمل التطوعي والفزعه ان العمل التطوعي يدر علي الامم بالمليارات وعندنا الفزعه تخسرك المليارات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *