انتشرت في الفترة الأخيرة ظاهرة سب الله -عز وجل-، وأقل ما يقال عنها أنها شرك عظيم، وهي من أكبر أسباب ردة الفرد عن الدين، ويقول بعض العلماء أن من يقوم بذلك الفعل المشين يستحل دمه، والبعض الآخر يرى أنه يستتاب أولًا، فإذا أصر على المعصية دون توبه يستحل دمه، ويقول البعض أنه ينبغي أن يعاقب بالسجن والجلد مع الاستتابة؛ كي يشعر بما اقترفه من ذنب، ولا يعود إليه مرة أخرى، بمعنى أنه يجب أن يكون هناك تأديب مُناسب مع ذلك الجرم، ونفس الأمر بالنسبة للاستهزاء بالرسول أو بأحد أركان الإسلام.
ودون أدنى شك كون سب الله الخالق العظيم من أشنع وأقبح أنواع الذنوب، ويكفر بها صاحبها؛ سواء أستحل ذلك أو لم يستحله، ولقد أجمع العلماء على أن سب رسول الله وهو المبعوث للبشر كافة يُكفر صاحبه فما بالنا بسب الله القوي العزيز.
لقد بُني الدين الإسلامي على توحيد المولى عز وجل وتعظيمه، وبدون أدنى شك فأن التطاول على الله، أو شريعته ينافي ذلك، وفي ذلك يقول ابن القيم: “إن المحبة والإجلال هما روح العبادة، وفي حالة تخلي الفرد عنها فسدت العبادة، ومن بين ذلك الاستخفاف والانتقاص، وهناك صور عدة مثل التقبيح واللعن وما إلى غير ذلك”.
إن التطاول على الذات الإلهية يودي إلى جهنم وبئس المصير، وهو فعل لم يجرؤ حتى إبليس على أن يفعله، ولقد جاء في القرآن الكريم : بسم الله الرحمن الرحيم : ﴿ قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ * قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ * لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ ﴾. صدق الله العظيم، فهل الشيطان كان أءدب منك أيها الإنسان الضعيف كي تتعدى الحدود وتسب الله؟!!
محمد الحربي
مقالات سابقة للكاتب