تأملت كثيراً أطراف الأحاديث والمناوشات ، وأحيانا (المهاوشات) التي تدور حول المجلس البلدي بمحافظة خليص ، وكنت أظنها في أول الأمر مطالبات و خواطر وأساليب يتبعها بعض الناس لإستنهاض وحث المسؤولين في الإدارات ذات العلاقة المباشرة بمصالح المواطن لتقديم أفضل الخدمات التي تحقق آمالهم وطموحاتهم وتنهض بمستقبل محافظتهم وتوفر متطلبات حياتهم .. لكن الأمر بعد ذلك تطور واختلف وتبدل وأخذ أبعادا أعمق وأشمل إذ بدت قدور براقش تنفث ما بداخلها وبدا ما كان مخفياً وسراً يظهر للعيان جهاراً نهاراً.
فتيقن المواطن وتبين له أن أسباب فشل اكتمال الخدمات وتعثر المشاريع في محافظته ليست بسبب دعوة أحد الصالحين ، وليست بسبب شُح في الموارد المالية والبشرية ، وليست بسبب عوائق تحول دون تنفيذ الحد الأدنى من تلك الخدمات ، وإنما هناك أسباب جوهرية داخل دار براقش ، تحدث عنها كبير الأسرة بعد أن نفذ صبره واستُنزف جهده في سبيل الإصلاح ولملمة أفراد الأسرة وتوحيد كلمتها وتسخير عملها لخدمة المحافظة وأبنائها وفق معايير وأسس تقوم على الإنصاف والعدالة والمساواة ، وتحقق الأهداف التي من أجلها منحهم المواطن صوته.
إلا أن شيئاً من ذلك لم يتحقق نظراً لأن أبناء براقش نشأوا على ثقافة البرقشية عدا واحداً منهم كان أميناً وصادقاً ، خرج بعد أن فار التنور واحتدم الصراع والعراك بين أفراد الأسرة ، فحطَّم الأبواب وأزاح السواتر والطلاسم ، وقال هيت لكم اقرأوا كتابي وتدبروه جيداً ، وتيقنوا أن ماورد فيه من الحقائق المؤكدة هو غيضٌ من فيض ، وأن ماخفي أعظم وأدهى ….
هنا تفاجأت براقش وصُدِم أبناؤها فأذهلهم خبر تسرب أسرارهم وانكشاف أمرهم ، وزادهم دهشةً وحيرةً ما كان ينشره رئيسهم على صفحات وسائل الإعلام من حقائق وأسرار ومعلومات.
الأمر الذي استدعاهم لإتخاذ إجراءات عاجلة تضع حداً لنزيف الفضائح وتسرب المعلومات ، فاجتمعوا وأجمعوا على نبذ مانُشر وتكذيبه واستهجانه ونكرانه ، وقالوا أن كبيرهم عندما نشر الخبر كان به مَس أو جُنّة ، أو قد يكون فاقداً للوعي والإدراك .
ولو أنهم اجتمعوا لاحتواء الموقف والبحث عن الحلول وحفظ ماء الوجه لكان خيراً لهم .
لكنهم ظنوا أن حجتهم دامغة وأن قولهم هو الحق المبين الذي سيُلجم الأفواة ويدحر كل عين تحاول الإقتراب منهم أو المساس بمصالحهم ، فنسوا وتناسوا أن كبير الأسرة محبوب عند الناس وصادق في أقواله وأفعاله ، وأن له أنصاراً لايقبلون من أحدٍ تكذيبه أو تجريد أقواله من الحقائق ، لذلك لا نستغرب وقفتهم ومساندتهم له فقد صبوا جمّ غضبهم على براقش وأبنائها وقذفوهم بأشد العبارات والأوصاف دفاعاً عن الحق وإنصافاً لقائله .
فمن ياترى بعد الآن يفكر في الترشح مستقبلاً والإنضمام إلى أسرة براقش.!!؟؟ ومن سيمنحهم صوته !!؟ ومن سيثق بهم؟!
لقد جنت على الجميع براقش !!
سعيد عناية الله الصحفي
مقالات سابقة للكاتب