وجنت على نفسها براقش !

تأملت كثيراً أطراف الأحاديث والمناوشات ، وأحيانا (المهاوشات) التي تدور حول المجلس البلدي بمحافظة خليص ، وكنت أظنها في أول الأمر مطالبات و خواطر وأساليب يتبعها بعض الناس لإستنهاض وحث المسؤولين في الإدارات ذات العلاقة المباشرة بمصالح المواطن لتقديم أفضل الخدمات التي تحقق آمالهم وطموحاتهم وتنهض بمستقبل محافظتهم وتوفر متطلبات حياتهم .. لكن الأمر بعد ذلك تطور واختلف وتبدل وأخذ أبعادا أعمق وأشمل إذ بدت قدور براقش تنفث ما بداخلها وبدا ما كان مخفياً وسراً يظهر للعيان جهاراً نهاراً. 
فتيقن المواطن وتبين له أن أسباب فشل اكتمال الخدمات وتعثر المشاريع في محافظته ليست بسبب دعوة أحد الصالحين ، وليست بسبب شُح في الموارد المالية والبشرية ، وليست بسبب عوائق تحول دون تنفيذ الحد الأدنى من تلك الخدمات ، وإنما هناك أسباب جوهرية داخل دار براقش ، تحدث عنها كبير الأسرة بعد أن نفذ صبره واستُنزف جهده في سبيل الإصلاح ولملمة أفراد الأسرة وتوحيد كلمتها وتسخير عملها لخدمة المحافظة وأبنائها وفق معايير وأسس تقوم على الإنصاف والعدالة والمساواة ، وتحقق الأهداف التي من أجلها منحهم المواطن صوته.
إلا أن شيئاً من ذلك لم يتحقق نظراً لأن أبناء براقش نشأوا على ثقافة البرقشية عدا واحداً منهم كان أميناً وصادقاً ، خرج بعد أن فار التنور واحتدم الصراع والعراك بين أفراد الأسرة ، فحطَّم الأبواب وأزاح السواتر والطلاسم ، وقال هيت لكم اقرأوا كتابي وتدبروه جيداً ، وتيقنوا أن ماورد فيه من الحقائق المؤكدة هو غيضٌ من فيض ، وأن ماخفي أعظم وأدهى …. 
 
هنا تفاجأت براقش وصُدِم أبناؤها فأذهلهم خبر تسرب أسرارهم وانكشاف أمرهم ، وزادهم دهشةً وحيرةً ما كان ينشره رئيسهم  على صفحات وسائل الإعلام من حقائق وأسرار ومعلومات. 
الأمر الذي استدعاهم لإتخاذ إجراءات عاجلة تضع حداً لنزيف الفضائح وتسرب المعلومات ، فاجتمعوا وأجمعوا على نبذ مانُشر وتكذيبه واستهجانه ونكرانه ، وقالوا أن كبيرهم عندما نشر الخبر كان به مَس أو جُنّة ، أو قد يكون فاقداً للوعي والإدراك .
ولو أنهم اجتمعوا لاحتواء الموقف والبحث عن الحلول وحفظ ماء الوجه لكان خيراً لهم .  
لكنهم ظنوا أن حجتهم دامغة وأن قولهم هو الحق المبين الذي سيُلجم الأفواة ويدحر كل عين تحاول الإقتراب منهم أو المساس بمصالحهم ، فنسوا وتناسوا أن كبير الأسرة محبوب عند الناس وصادق في أقواله وأفعاله ، وأن له أنصاراً  لايقبلون من أحدٍ  تكذيبه أو تجريد أقواله من الحقائق ، لذلك لا نستغرب وقفتهم ومساندتهم له فقد صبوا جمّ غضبهم على براقش وأبنائها وقذفوهم بأشد العبارات والأوصاف دفاعاً عن الحق وإنصافاً لقائله .
فمن ياترى بعد الآن يفكر في الترشح مستقبلاً والإنضمام إلى أسرة براقش.!!؟؟ ومن سيمنحهم صوته !!؟ ومن سيثق بهم؟!
 لقد جنت على الجميع براقش !! 
 
سعيد عناية الله الصحفي
مقالات سابقة للكاتب

8 تعليق على “وجنت على نفسها براقش !

بدر سالم الشيخ

لله درك اخي سعيد

السالم

أستاذي سعيد الصحفي

أوجزت فابدعت وعريت اسرة براقش من ما بقى لهم من اسبال بالية ووضح مقدار عث بنيانهم
ولازالت الدنيا بخير ولا زالت الردود تتوالى على براقش واسرتها لتبيان حق وبيان ما بطل بهذا البيت
مادام هناك أناس صدقوا بالقول فنطقوا
مادار وما قيل في الايام والاسابيع السابقة وما قبلها لهو تنبيه قوي لكل من يأتي لاحقاً بأن هناك محاسبة وتعرية
لكل من تسول له نفسه الحيد عن الطريق
نسأل الله الخير والكل متفائل بالتنمية القادمة في ظل رجال قادمون لخدمة وطنهم بأمانة

الف شكر استاذي سعيد الصحفي وبيض الله وجهك على هذا المقال الرائع والأسلوب المميز

الكاتب

ووجهك الابيض اخي السالم
اشكرك على مداخلتك واسلوبك المعطر بصدق المشاعر وصفاء النية
لك تحياتي وتقديري.

الغيور

رائع أبو هشام
لانية لبراقش الحاليه بتغيير سياستها وهذا واضح وجلي…
ولكن براقش القادمه ستختلف بالطبع إستراجيتها ومن برنامجها اﻹنتخابي تعرف نواياها.
وشهر شوال ليس ببعيد لنرى براقش بوجه جديد…
فبراقش الحاليه جنت على نفسها وعلى التنميه في خليص بأسرها

محمد المغربي

اعلم مدى العلاقة التي تربطك بكل أعضاء المجلس البلدي ومع ذلك تنتقد بفن وبأسلوب أدبي جميل. اعتقد ان مثلك مكسب للصحيغة والقراء الأمر الذي ينعكس على تطوير مجتمع محافظة خليص. شكرا لك ابا هشام

الكاتب

ولكما الشكر والتقدير الغيور— محمد المغربي
مداخلاتكم هيه سر توهج الصحيفة ووسام شرف على صدورنا
لكما التحية

مغترب

شكراً أبو هشام علی هالمقال الجريء ..
مع بداية أول دورة للأنتخابات البلدية كنت أحلم أن أكون يوماً عضواً من أسرة براقش وربما وليها ،، لكن بعد دورتها الإولی والثانية وحالياً قبل دورتها الثالثة ،، ندمت علی مرتين صوت فيها ( فزعه ) ذهبت وعقلي وقراري قد بعته لشخص لا أعلم ماذا سوف يقدم لي ولديرتي الغالية غران ..
والآن بعد جائتني أخبار الصراعات علی شراء و استئجار عقول وقرارات الناس وكله في سبيل الحصول والوصول لمصالح شخصية ،، ونحن المصوتين كمثل سلم الطائرة يستخدمه البراقشي للوصول للطائرة ومن ثم ينظر لنا من أعلی وكأنما لم نكن نحن من جعلناه يصل ..
كل 4 سنوات وأنتم في خير ..

علي الصحفي

على رسلك أبا هشام
لا تكن لينا فتعصر ولا يابسا فتكسر
النقد جميل وصحي لكن الله أمرنا بالعدل في قوله جل وعلا: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } [المائدة: 8].
فهل عدمت المحاسن للمجلس البلدي حتى لا يذكر إلا المساويء, ياليتنا إذا انتقدنا نذكر المحاسن أولا ويشكر عليها فاعلها ثم نطلب المزيد من الإصلاح .
فمهما حصل من سوء في المجلس البلدي ففيه خير لا أشك في أمانة أحد وأما المساويء فهي موجودة في كل دائرة ونحن نسعى للكمال وذلك لن يكون ما دام الفاعل بشرا يصيب ويخطيء لكن للوصول لبعضه أو جزء منه
نسأل الله التوفيق والسداد للجميع.

رابط الموضوع : http://www.assakina.com/taseel/50474.html#ixzz3dC5ulAy0

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *