أولاً نسأل الله العلي القدير السلامة وتمام العافية للجميع، وندعوه عز وجل أن يقينا من البرص والجذام وسيء الأسقام.
على غرار “سالم … لا تصالح” في مسلسل الزير سالم وقضية حرب البسوس التي استمرت أربعين عاماً بسبب هاتين الكلمتين.
يأتينا فيروس كورونا ويسلم علينا بالمصافحة – لاسمح الله – من شخص لآخر حتى ينتقل بسرعة البرق حتى عمّ أرجاء الكون قاطبة، لذا لابد علينا أن نوقفه عند حده ونحاربه ونتصدى له بكل وسائل الوقاية ونقول له ” كورونا … لا تصافح” .
يتضح جلياً لنا أن الجانب “الأهم” في انتشار العدوى لهذا الفيروس اللعين هو قلة وعي الإنسان نفسه لخطر الفيروس.
دور المواطن والمقيم في أي بلد بسيط ولا يحتاج إلى مشقة وعناء، فقط علينا أن يبدأ الشخص بنشر سبل الوقاية في محاربة انتشار الفيروس، وتأتي عدم المصافحة بالأيدي ولمس الأشياء من أهمها.
فلماذا التحسس من عدم المصافحة؟ ليس عيباً ولا تكبراً ولا هيمنةً، فهي ليست أهم من الصلاة في المسجد الحرام وليست أهم من صلاة الجماعة في المساجد التي أصدرت الشؤون الإسلامية في كل مكان بإيقافها حرصاً وامتثالاً لأمر الله عز وجل “ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة”، وامتثالاً لكثير من الأحاديث النبوية التي صحت عن الرسول صلى الله عليه وسلم مصداقا لقوله تعالى “وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين”.
وطالما المصلحة مشتركة بيني وبينك أخي الكريم، فلماذا التردد في ألا أصافحك وألا تصافحني حتى تزول هذه الغمة ويرجع العناق بيننا قبل المصافحة بإذن الله تعالى.
القضية مهمة وخطيرة ولا يجب أن نتساهل فيها أو يجامل بعضنا البعض على حساب صحتنا، فخلال عشر ساعات ارتفع عدد المصابين إلى أكثر من ستة آلاف مصاب، أي بمعدل (٦٠٠) حالة لكل ساعة، أي بمعدل ( ١٠ ) حالات لكل دقيقة في جميع أنحاء العالم، فالوعي يجب أن يبدأ من الفرد إلى الجماعة ثم إلى المجتمع بأكمله..
الآن بعد أن قامت الدول ممثلة في جهاتها المعنية في حماية أوطانها ومواطنيها، أصبحت حمايتك لي مسؤوليتك، وحمايتي لك مسؤوليتي.
لا ننسى أبداً التأسي بالأدعية والأذكار التي تحصن المسلم من الأوبئة والأسقام، والإكثار من قوله ” الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون”، ودمتم سالمين .
عيد سمران المرامحي
مقالات سابقة للكاتب