صحيفة غراس الالكترونية > مقالات > التدجين وتمزيق الكتب ! التدجين وتمزيق الكتب ! الكاتب: محمد سعيد الصحفي 19 مايو, 2014م 9 18914 هل الفكرتان متلازمتان؟ وكيف؟ لنبدأ بالأولى فهي السبب ، فالطالب يعيش حياة تربوية وتعليمية من سن الرابعة “ابتداءً من التمهيدي وانتهاءً بالجامعة”، فيتخرج طالباً مدجناً تماماً لا يستطيع التصرف (مع وجود الاستثناءات) لوحده ولا يعبر عما يدور بخلده فهو يدور بين اعمل ولا تعمل دون أدنى مشاركة منه ! فكثرة الممنوعات والمحذورات (لا يؤخذ برأيه فيها، وفي الغالب تأتي معلبة وجاهزة من الوزارة أو إدارة التعليم! ) النظامية هي تطويع قسري لعقيلة الطالب حتى أصيب بإمساك فكري مزمن تعطل من خلاله عقله قسراً، أما الصالح منهم فكفاءته رديئة فهو مؤطر بأطر وضعت له لا يتجاوزها يسمونها بالخطوط الحمراء! لذلك لا تستغرب عندما تتطاير أوراق الكتب تمزيقاً ودهساً بين أقدام هؤلاء المساكين بفعلنا نحن!(وكاتب هذه السطور ينطلق من تجربة بالميدان بالتعليم العام والجامعي حالياً). إن المدارس تهيء لذلك السلوك السيء بممارسة العنف اللفظي والفكري على الطالب فكثير من المدرسين غير مهيء للعملية التربوية والتعليمية من الأساس فهي وظيفة للاسترزاق وليست وظيفة تربوية يراد منها تخريج جيل يعي واجباته(مع وجود فئة فاضلة من المدرسين) فضعف التأهيل العلمي والتعالي على الطالب وعدم إجادة التعامل التربوي معه أدى إلى ردة فعل غير سوية من كثير من الطلاب ، أدى هذا الأسلوب العقيم إلى وجود فريقين من الطلاب ، فريق سلم بالأمر الواقع فهو يرى أن لا أحد يسمع له ، وفريق آخر سلك طريق الإيذاء والخروج على المألوف ، وتمزيق الكتب ما هو إلا صورة من الصور التي نراها كل عام ،(ولا يهون التفحيط الذي يذهب ضحيته الأبرياء كل نهاية فصل دراسي)، أما الوزارة فهي مشغولة بالمحاكم للرد على دعاوى المعلمين والبرامج الفضائية ، وجادت بما تسميه مجالس الحوار للطلاب التي هي مع الأسف للاستهلاك الإعلامي فقط. فالقضية ليست تمزيق الورق بل هي تمزيق للقيود التي تمارس على الطالب طوال بقائه بالنظام المدرسي ، هؤلاء هم ركاب سفينة المستقبل علينا أن نتداركهم قبل فوات الأوان فالفوضى والشغب لا يمكن أن نجني من وراءها إلا الخسارة ، خسارة جيل كنا نعقد عليه أملاً ، لذلك إذا أردنا أن لا يمزق الطالب كتبه فعلينا وزارة ومدرسة وأسراَ أن نسمع ونصغي لما يقول هؤلاء بعقولنا قبل أن يطال التمزيق أشياء قد لا ينفع معها تعميما أرسل ولا قراراً اتخذ على عجل! تحياتي أبوعمرمحمدسعيدالصحفي. نسخة PDF مقالات سابقة للكاتب