التدجين وتمزيق الكتب !

هل الفكرتان متلازمتان؟ وكيف؟ لنبدأ بالأولى فهي السبب ، فالطالب يعيش حياة تربوية وتعليمية من سن الرابعة “ابتداءً من التمهيدي وانتهاءً بالجامعة”، فيتخرج طالباً مدجناً تماماً لا يستطيع التصرف (مع وجود الاستثناءات) لوحده ولا يعبر عما يدور بخلده فهو يدور بين اعمل ولا تعمل دون أدنى مشاركة منه ! فكثرة الممنوعات والمحذورات (لا يؤخذ برأيه فيها، وفي الغالب تأتي معلبة وجاهزة من الوزارة أو إدارة التعليم! ) النظامية هي تطويع قسري لعقيلة الطالب حتى أصيب بإمساك فكري مزمن تعطل من خلاله عقله قسراً، أما الصالح منهم فكفاءته رديئة فهو مؤطر بأطر وضعت له لا يتجاوزها يسمونها بالخطوط الحمراء! لذلك لا تستغرب عندما تتطاير أوراق الكتب تمزيقاً ودهساً بين أقدام هؤلاء المساكين بفعلنا نحن!(وكاتب هذه السطور ينطلق من تجربة بالميدان بالتعليم العام والجامعي حالياً).

إن المدارس تهيء لذلك السلوك السيء بممارسة العنف اللفظي والفكري على الطالب فكثير من المدرسين غير مهيء للعملية التربوية والتعليمية من الأساس فهي وظيفة للاسترزاق وليست وظيفة تربوية يراد منها تخريج جيل يعي واجباته(مع وجود فئة فاضلة من المدرسين) فضعف التأهيل العلمي والتعالي على الطالب وعدم إجادة التعامل التربوي معه أدى إلى ردة فعل غير سوية من كثير من الطلاب ، أدى هذا الأسلوب العقيم إلى وجود فريقين من الطلاب ، فريق سلم بالأمر الواقع فهو يرى أن لا أحد يسمع له ، وفريق آخر سلك طريق الإيذاء والخروج على المألوف ، وتمزيق الكتب ما هو إلا صورة من الصور التي نراها كل عام ،(ولا يهون التفحيط الذي يذهب ضحيته الأبرياء كل نهاية فصل دراسي)، أما الوزارة فهي مشغولة بالمحاكم للرد على دعاوى المعلمين والبرامج الفضائية ، وجادت بما تسميه مجالس الحوار للطلاب التي هي مع الأسف للاستهلاك الإعلامي فقط.

فالقضية ليست تمزيق الورق بل هي تمزيق للقيود التي تمارس على الطالب طوال بقائه بالنظام المدرسي ، هؤلاء هم ركاب سفينة المستقبل علينا أن نتداركهم قبل فوات الأوان فالفوضى والشغب لا يمكن أن نجني من وراءها إلا الخسارة ، خسارة جيل كنا نعقد عليه أملاً ، لذلك إذا  أردنا أن لا يمزق الطالب كتبه فعلينا وزارة ومدرسة وأسراَ أن نسمع ونصغي لما يقول هؤلاء بعقولنا قبل أن يطال التمزيق أشياء قد لا ينفع معها تعميما أرسل ولا قراراً اتخذ على عجل!

 

تحياتي

أبوعمرمحمدسعيدالصحفي.

مقالات سابقة للكاتب

9 تعليق على “التدجين وتمزيق الكتب !

وليد المزين

اتفق معك تماماً أستاذ محمد فيما ذهبت إليه. فالطالب بحاجة لمن يسمع منه وهذا هو الدور التربوي المفقود ليس في مدارسنا فقط بل وفي الجامعات أيضاً.
أعتقد أن هذه الحادثة فرصة كبيرة لإعادة ترتيب اورقنا ووزير التربية والتعليم سيكون له دور في التوجيه لحل مثل هذه الظواهر ، وكذلك ربما أطلعت على الفيديو الخاص بتحطيم نوافذ مدرستهم

فتاه غران

أوافق أستاذي بعض الشئ واعارضك ببعض ماذكرت
فمن وجهة نظري ان الاجيال السابقه لم تظهر بهذا السوء وهذا الاندفاع الى فعل كل ماهو مخالف للانظمه
لكن مانراه اليوم من تصرفات اغلب الجيل من لامبالاه ولامسؤوليه فما هو الا نتاج للانفلات في القوانين وينطبق عليهم من أمن العقوبه أساء الادب
وجميع القرارات تصب في تعنيف المعلم وتأليب طلابه عليه

ابو حسان

اهلا وسهلا انتظرتك كثيرا وسعدت بطلتك يا ابا عمر وسألت نفسي اين صاحب القدرات الذي مثله
يفتقد .اين صاحب المشاركات المميزه التي اشيد بها منذ البدايات من خلال التقارير وتحليل المباريات
اليوميه في الدورات الرياضيه التي ننتظرها بشوق كل مساء في نادي غران .اخي تداعت لي المعاني
وانا ارى هذه الطله الجميله وذكرتني بتلك اﻷيام التي بزغت من خلال انشطتها المواهب المتعدده.
اما بخصوص الطرح المميز وموضوعه تمزيق الكتب والذي تلقفه الاعلام كانه وجد ضالته فيه
.فما هو الا عبث طفولي صدر من طالب واحد حاكاه من حضر وتلقفته الكاميرات
ومرر بسرعة الضوء. وفسر بكارثه تربويه القيت تبعاتها على المعلمين .انه سلوك طفولي
عبثي محدود ارادوا منه اﻹحتفال بإنتهاء العام الدراسي واخطأوا التعبير لعدم ادراكهم خطورة الفعل..
اخي لو لم اعرف تقبلك للرأي اﻵخر بصدر رحب وبعين مثقف يقدر اﻹختلاف ويراه امر صحي..
…..ماكتبت. تحياتي وحبي وتقديري لك

أ . وليد الصولي

سعدنا كثيرًا بهذه الإطلالة يا أبا عمر
والموضوع حديث الساعة بين أروقة غرف المعلمين
فمنهم من ظل حيران ماذا يفعل لو حدث ذلك بمدرسته
ومنهم من يطالب بمحاسبة إدارة تلك المدرسة ومعاقبتها
والوقع أنها كشفت واقعاً مريراً من الإنحدار الأخلاقي لدى الطلاب .
وفي اعتقادي أن الطلاب ضحية للإعلام الجديد وابتعاد الأسرة وتفككها.
نسأل الله الهداية والرشاد للجميع
وأشكر لك وضع ( بصمتك ) على هذا الموضوع .

الدكتور

اخي العزيز
اختلف معك في اشياء و لا اتفق معك في اشياء اخرى ٠
قد تستغرب من الجملة الاولى لا داعي للاستغراب ساوضح ما تفهمه و لن اخوض في مالم تفهمه ، انا اعرف انك تقول ما هذا الكلام المقلوب ……
هذه مقدمة بسيطة في الفوضى التي نعيشها …..
اخر احصائية عن القراءة تقول ان كل 20 مواطنًا عربيًا يقرؤون كتابًا واحدًا فقط في السنة، بينما يقرأ كل مواطن بريطاني 7 كتب أي 140 ضعف
وأوردت الدراسات ايضا أن عدد الكتب المؤلفة سنويًا والمتوافرة للطفل العربي لا تزيد على 400 كتاب، مقارنة بالكتب المؤلفة والمتوافرة للطفل الأمريكي مثلا، والتي فاقت 13260 كتابًا في السنة،
اخي ابو عمر
المشكلة ليست بيت او مدرسة او طالب او معلم ….
نحن امام ازمة امه تائهة و مغيبة عن اداء دورها الحقيقي و مخدرة تخدير كلي عن ادراك واقعها المعاصر .
اما الحل
فلا يملكه احد في هذه الايام …. قد يكون المهدي المنتظر …ممكن !!!

أبو أنس

شكراً أخي آب،عمر على طرق هذا الموضوع المهم
لكن الأمر لم يعد يقتصر على طلاب المدارس حتى نقول أن البيئة التعليمية هي السبب
بل تعداه والحوادث شواهد من تكسير بوابة المدينة الرياضية إلى خلق كراسي الملعب
وقبلها تكسير دورات مياه الكورنيس ونزع الرخام وتكسير المقاعد والقاظمة تطول
يبدو أننا لم نتمكن من وضع آصبعنا على السبب إلى الآن وكل واحد منا يخطب في واد
وهنا تبرز أهمية مراكز الدراسات والبحث لدرساة مثل هذه الظواهر دراسة علمية وتقترح لها العلاج
دمت بخير وبانتظار مشاركاتك القادمة

happy person

اسعد الله مساءكم في هذا الصباح الجميل – ترى امزح معاك -اخي ابو عمر يسعدني ويشرفني اني ارى مشاركتك في هذا الموقع الراقي وساحة حوار المتميزين من ابناء ديرتنا .
اما بالنسبة للموضوع فهو جداً جميل ويستحق ان يناقش في اعلى المستويات وان يتنادى له المخلصون
لأنه يخص مستقبل شباب هذه الأمة فهم عماد المستقبل , فمن الضروري (الإستماع لهم) و(مساعدتهم) و (تشجيعهم وعدم تحطيمهم) وتطويرهم للأفضل .
اتمنى ان هذا الموضوع يصل لوزير التربية والتعليم .

ابوعمر

الإخوة الأعزاء:
أ.وليد المزين.
فتاة غران.
أ.أبوحسان.
أ.وليد الصولي.
الدكتور.
م.أبو أنس.
Happy person.
كل الشكر والتقدير لمشاركتكم القيمة في موضوع الساعة (وكل ساعة) ، ونحن جميعاً نهدف الى القاء مزيد من الضوء على كل الظواهر غير السوية التي تعتري نظام التربية لفلذات الأكباد وهي علامة على الطريق(الذي أرجو أن لايكون طويلاً) السوي الذي يحتاج تكاتف الجميع (كل في موقعه) للمساهمة في وضع تصور لمستقبل هؤلاء الأبناء.
دمتم بخير.
أبوعمرمحمدبن سعيد الصحفي

رحاء الصحفي

كل شخص يعمل في عمل قرابة الثلاثين عام
ولا تكون له بصمة في العمل
فهذه في حد ذاتها المأساة

لوكل جهة عند تقاعد موظفيها تطلب منه عمل تقرير
عن الادارة والسلبيات والإجابيات والسلبيات والاقتراحات
ومن ثم تراجع لوجدت كل جهاز من الدولة كل سنة في تحسن

لكن كلنا

سبووووووني أعيش انا بعد الكون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *