حديثي إليكم اليوم عن الجانب الآخر فينا .. وهو الجانب السلبي الظالم لنفسه ودينه ومجتمعه، غير آبه بحجم الأحداث من حوله، ولا يقدر الأمور حق قدرها، يمارس الاستهتار حتى في أحلك الظروف، وإذا أردنا تشخيصه نفسيًا وطبيًا لا يعدو إلا شخصًا مريضًا فكريًا أو نفسيًا أو به جهالة أو عنده غفلة أو ظالم معتدٍ أثيم، دعواتنا له في كل حالاته بالصحة والعافية والشفاء التام.
لكن دعك منه هو وتعال لنا نحن المجتمع من حوله كيف كان تعاملنا معه .. هل سعينا إلى مناصحته أو تطبيبه أو تعليمه أو تثقيفه؟! أو بلغنا عنه الجهات ذات العلاقة؟!
أم صمتنا وتجاهلنا وغضينا الطرف وتجاوزنا وذهبنا أبعد من ذلك إلى معاشرته ومخالطته ومصافحته وتبادل القبلات والأحضان معه!، بحجة الاستحياء من جانب ومن جانب آخر هو صديق، أو جار، أو أحد أبناء العمومة، أو من ذوي القربى، أو صاحب بالجنب!
ما رميت سهمي إليه هو كل من كان مسافرًا وعاد إلى أرض الوطن -بحمد الله- من بلدان انتشر بها “فيروس كورونا” وقبل أن تصدر التوجيهات والإجراءات من قبل الجهات الأمنية أو الصحية بساعات أو بضعة أيام، وضرب بعرض الحائط بكل التوجيهات والإجراءات الاحترازية للوقاية من هذا الوباء، ولم يعزل نفسه، ولم يكف عن مخالطة المجتمع، معتقدًا أنه لا يحمل بجسمه تلك الجرثومة ونحن نتمنى أنهم كذلك وندعو لهم ولنا بالسلامة ..
هم ليسوا بالعدد القليل بل العشرات ولا يكاد يخلو حيٌّ من أحدهم قادمًا من بلدٍ ما!
لا أحملهم المسؤولية بقدر ما نتحملها نحن، أليس السكوت وغض الطرف والتجاهل هو ضد القرار الصادر من دولتنا – رعاها الله – ؟!، التي اتخذت حزمة من الإجراءات الاستباقية لمنع انتشار هذا الوباء وبأيدينا نحن اليوم نستطيع منع انتشاره بعد توفيق الله وعونه؟!.
أليس علينا أن نقف بكل قوة مع القرار لا ضده باستهتارنا كي نعود إلى بيوت الله وتطمئن أنفسنا وأرواحنا بالصلاة بها ، ونطوف بالبيت العتيق ، ونشرف بالسلام على الحبيب -صلى الله عليه وسلم- ، ويعود أبناؤنا إلى مدارسهم، ونعود مرضانا ، ونرجع إلى أعمالنا ، وتفتح متاجرنا ، ونتنفس هواءً نقيًا ، ونتصافح بأيدينا ونستقبل أحبابنا بلا خوف ، ويتعافى اقتصادنا ، وننطلق نحو رؤية المملكة 2030 والتحول الوطني 2020 بقوة ونستعد لقيادة العالم نحو قمة العشرين.
أحمد عناية الله الصحفي
رئيس تحرير صحيفة غراس الالكترونية
مقالات سابقة للكاتب