يوم بعد يوم وحدث عقب حدث تثبت هذه الدولة للعام أجمع أنها بنيان راسخ وأصل ثابت وكيان وجد ليبقى بإذن الله مزدهرا متساميا لكل خير .
تمر الأزمات والمواقف والمنعطفات الخطيرة هادرة بأمواجها فتنكسر على صخرة هذه الدولة القوية بدينها وبشعبها والمنطلقة للصفوف الأمامية بحكومتها وقيادتها الرشيدة.
أتى انتشار فايروس كورونا ليثبت للعالم أجمع دقة وصحة الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدولة سابقة بها العديد من الدول التي تسمي نفسها دول العالم الأول والتي وصلت لمرحلة بعيدة في التقدم الصناعي والطبي .
إن هذه الجائحة التي انتشرت في العالم كانتشار النار في الهشيم وهي وإن كانت ثقيلة الوطأة على بلادنا اقتصاديا واجتماعيا –كسائر العالم- إلا أنها أهدت لنا مواقف جديرة بأن تؤخذ في الحسبان بكل جدية وأن تعالج بكل حزم وصرامة.
أول هذه الأمور هو النظر في مشروع خصخصة القطاع الصحي وإعادة هيكلة هذا المشروع الذي قارب على الانتهاء، فكيف لو أن القطاع الصحي كان تحت الخصخصة في هذه اللحظات المهمة، كيف سيتصرف وكيف سيساهم في احتواء مثل هذه الجوائح، سيما ونحن نشاهد السلبية المقيتة التي عليها القطاع الصحي الخاص في هذه الأيام.
ومن الأمور التي أذهلت المواطن قيام فئة من مواطني هذا البلد بالسفر سرا لإيران التي باتت هي العدو الأول للوطن يتسللون خفية للدولة المارقة دون إفصاح وعبر دول أخرى ليلتقوا العدو ويعودون محملين بالخيانة والنكران لهذا الوطن فكشفهم الله وأذلهم وعلينا الحذر والضرب بيد من حديد على أذناب المجوس ومن لف لفهم.
أثبتت هذه الجائحة ضعف البنية التحتية للاتصالات وشبكات المعلومات (الإنترنت) سيما وأن وزارة مهمة كوزارة التعليم اتخذت من التعلم عن بعد سبيلا لاستمرار الدراسة ومواصلة التحصيل العلمي لكن القدرة الاستيعابية لقدرات البث الرقمي لا يمكن لها اسقبال دخول ملايين الطلاب والطالبات على تلك المنظمات المختلفة.
كما كشفت لنا هذه الأوقات الدور السلبي الكبير الذي كان عليه من يسمون بمشاهير التواصل الاجتماعي؛ حيث لم نر منهم توعية أو تثقيفا للمجتمع أو مساعدة أو تطوعا بل على العكس فمنهم من هو صامت مستكين ومنهم من حاول التسلق بمقاطع مخلة بكل القيم ومنهم من أخذ يدس السم في العسل تهكما وغمزا ولمزا في الإجراءات التي اتخذنها الدولة.
ولا ننسى تجار الأزمات والذين يعيشون على مثل هذه الأوقات ويمتصون دماء الشعب باحتكار السلع وبث الشائعات ويمشي في ركبهم مقيمون وجدوا فرصة للغش والتلاعب.
أخيرا لا يفوتني وبكل أسى التعريج على دور القطاع الخاص ورجال الأعمال ومن يتمتع بكل خيرات البلد وقد وقفوا صامتين وكأن الأمر لا يعنيهم نسوا أو تناسوا أن ملياراتهم وثرواتهم إنما هي من هذا الوطن ومن عرق أبنائه وخير ترابه.
إن هذه الجائحة محنة ولكنها ستتحول بحول الله وقوته إلى منحة تدفعنا نحو مستقبل طموح ونحن نرتقي مدارج العلا لبناء وطن شامخ مجيد.
إن من رحم الأزمات تولد البشارات ولعل عاجلها ما تضمنه خطاب خادم الحرمين الشريفين حفظه الله للشعب الكريم.دامت المملكة العربية السعودية محمية بحول الله وقوته ودام شعبها مؤمنا بالله واثقا بقيادته.
مفلح بن مطلق الصاطي الحربي
مشرف تربوي بمكتب التعليم، عضو المجلس الاستشاري بمحافظة خليص
مقالات سابقة للكاتب