الدروس المستفادة من فايروس كورونا
Lessons from Corona Virus
يقول الإمام الشافعي:
جـزى الله الشــــدائد كل خير
وإن كانـــــت تغصصني بريقي
وما شكــــــري لها حمداً ولكن
عـرفت بها عدوي من صديقي
نعم لقد كشفت لنا هذه الجائحة الكثير من المستور، وبينت لنا نقاط القوة والضعف عندنا، وعند غيرنا من الذين كنا نعدهم من العالم المتحضر، ولديهم من الإمكانيات مالديهم، واتضح أننا نتجاوزهم بمراحل كبيرة.
بادئ ذي بدء مالايعرفه العالم عن المجتمع السعودي تحديدا هو أن الشعب لديه إيمان قوي جدا، بمعنى أن في غالبيته متدين، ويؤمن بالقضاء والقدر، ووجوب الطاعة لولي الأمر، وإن الله يكتب الأجر على ذلك، فهي طاعة وعبادة، وإيضا يؤمن بضرورة الأخذ بالأسباب….الخ.
نعود لمكاسب كورونا وقبل تعدادها نود التنويه أن السعودية تتبنى الحكومة الإلكترونية منذ فترة، ومعظم الناس لايعرف ذلك جيداً، وأن السعودية استفادت من أزمة اليمن، وطبقت الاستفادة من التعلم الإلكتروني، كعلاج في حالة الظروف التي تمنع الحضور؛ ولذا نرى سرعة معالجة عدم حضور الطلاب في هذه الفترة، واستكمال الدراسة والاختبارات بكل يسر وسهولة . الشئ الآخر اكتشفنا أننا نستطيع أن نغلق أسواقنا مبكراً.
ثالثا: تم إغلاق كافة المناشط المضرة ماديا ومعنويا، مثل: محلات التدخين من مقاهي ومن نقاط البيع ،والتي نتمنى ألّا تعود لممارسة النشاط؛ حفاظا على صحتنا.
رابعا: وهو الأهم اختفت الأصوات التي كانت تنادي بالانفتاح والمسارح، وتطالب بفتح المحلات أثناء الصلاة بحجة حاجة الناس ،فأراد الله أن تغلق الأسواق والمراكز بكاملها ….
خامسا : الكل شاهد عياناً بياناً رجال الدين وهم يقفون بالصف الأول للتصدي لهذه الجائحة،ولم نشاهد أحدا من الذين ينادون بالانفتاح، وشن الحرب على القيم والجوانب الدينية.
سادسا:أثبت المواطن السعودي بدعمه التطوعي بأنه يخاف على بلده أشد من ولده.
سابعا :سرعة التجاوب مع السلطات يقوي فاعلية العلاج وتخفيف الاضرار ، فالالتزام بحظر التجول والاستقرار في البيوت وقاية ويساهم في العلاج بإذن الله.
ومن هذا المنطلق نرى أن البلاد عندما تملك مقوماتها لا تخشى أحدا إلا الله وعندما يكون الشعب واعيا يكون اكبر قوة ضد المخاطر واكبر سلاح لتطبيق العلاج المناسب.
ومن جانب آخر اضافة الى تعزيز صناعاتنا الوطنية ، أرجو أن يكون لدينا فروع لمعظم الشركات الصينية المنتجة، وكذلك الشركات العالمية ذات المنتجات الهامة؛ لكي نستفيد من ذلك اقتصادياً وسياسيا، خصوصا، وأن موقع السعودية الجغرافي، وثقلها السياسي، وتأثيرها الاقتصادي يؤهلها أن تكون الرائدة في العالم.
أصبح توطين الصناعات بأنواعها كافة، والأغذية والأدوية مطلبًا هامًا جدا جدا، لايقبل النقاش، لنملك غذاءنا ودواءنا ولانحتاج لغيرنا إلا في أضيق الحدود.
ولا أنسى هنا أنني استفدت واقتبست من مقال أخي الأستاذ: محمد ناقد ( بعنوان «مكاسب كورونا عديدة»!! في صحيفة أخبار البورصة).
وختامًا نسأل الله أن يحمينا، ويحمي جميع بلاد المسلمين من كل بلاء ووباء، وأن يردنا إليه ردا جميلاً.
د. حمد البشري
مقالات سابقة للكاتب