الإعجاز العلمي في الإفطار على التمر

جاء في الحديثعن سلمان بن عامر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر فإن لم يجد فليفطر على ماء فإنه طهور»(32), وعن أنس رضي الله عنه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر على رطبات قبل أن يصلي فإن لم تكن رطبات فعلى تمرات فإن لم تكن حسا حسوات من ماء».

فماهو السر في ذلك ؟

الجواب : في نهاية يوم الصوم يهبط مستوى تركيز الجلوكوز والأنسولين وهذا يقلل بدوره نفاذ الجلوكوز وأخذه بواسطة خلايا الكبد والأنسجة الطرفية كخلايا العضلات وخلايا الأعصاب.ويكون قد تحلل كل المخزون من الجيلوجين الكبدي أو كاد.

وتعتمد الأنسجة حينئذ في الحصول على الطاقة من أكسدة الأحماض الدهنية وهذه العملية لها أضرار وهي تكّون الأجسام الكيتونية الضارة.  

لذلك فإمداد الجسم السريع بالجلوكوز في هذا الوقت لـه فوائد جمة منها:

1- رفع تركيز السكر بسرعة في دم الوريد البابي الكبدي فور امتصاصه.

2- توقف تأكسد الأحماض الدهنية فيقطع الطريق على تكون الأجسام الكيتونية الضارة.

3- زوال أعراض الهمود والضعف العام والاضطراب البسيط في الجهاز العصبي.

4- توقف هدم الأحماض الأمينية وبالتالي يحفظ بروتين الجسم

ويعتبر التمر من أغنى الأغذية بسكر الجلوكوز، وبالتالي فهو أفضل غذاء يقدم للجسم حينئذ، إذ يحتوي على نسبة عالية من السكريات تترواح بين 75-87%, يشكل الجلوكوز55% منها، والفركتوز 45%، علاوة على نسبة من البروتينات والدهون وبعض الفيتامينات وبعض المعادن، ويتحول الفركتوز إلى جلوكوز بسرعة فائقة ويمتص مباشرة من الجهاز الهضمي ليروي ظمأ الجسم من الطاقة.

كما أن جميع الفيتامينات التي يحتوي عليها التمر لها دور فعال في عمليات التمثيل الغذائي ولها تأثير مهدئ للأعصاب. وللمعادن دور أساسي في تكوين الإنزيمات الهامة في عمليات الجسم الحيوية, كما أن لها دوراً هاماً في انقباض وانبساط العضلات والتعادل الحمضي القاعدي في الجسم؛ فيزول بذلك أي توتر عضلي أو عصبي ويعم النشاط والهدوء والسكينة سائر البدن.

ولو بدأ الإنسان فطره بتناول المواد البروتينية أو الدهنية فهي لا تمتص إلا بعد فترة طويلة من الهضم ولا تؤدي الغرض في إسعاف الجسم بحاجته السريعة من الطاقة وتؤدى إلى هبوط سكر الدم.

لهذه الأسباب يمكن أن ندرك الحكمة من أمر النبي وفعله صلى الله عليه وسلم بالإفطار على التمر، فعن سلمان بن عامر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر فإن لم يجد فليفطر على ماء فإنه طهور»(32), وعن أنس رضي الله عنه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر على رطبات قبل أن يصلي فإن لم تكن رطبات فعلى تمرات فإن لم تكن حسا حسوات من ماء».

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *