“ابقى في منزلك تبقى اماناً ” هو شعار رفعته جميع المؤسسات العالمية وبالأخص المؤسسات السعودية و يجب على جميع المواطنين السعوديين الإلتزام به، فإذا أردت الأمان من الإصابة بالفيروس التاجي كورونا يجب عليك تحصين نفسك من خلال عدم مغادرة المنزل لحين أن تتم عملية القضاء على الفيروس بشكل نهائي.
بدأنا سنة 2020 على أخبار عالمية ومفزعة عن إنتشار فيروس جديد وخطير لا تستطيع الحدود إيقافه ولا الوصفات الطبية المختلفة علاجه، وفي ظل الرعب الذي كان يسيطر على الصين منشأ الفيروس العالمي كورونا، والقرارات الغير اعتيادية التي اتخذتها الأجهزة المسؤولة هناك مثل الحجر الصحي والعزل لمدن بأكملها وكذلك اتخاذ قرارات وقف الطيران الدولي والمحلي كانت بقية دول العالم تترفع عن مثل هذه القرارات وتراها تعسُفية، حتى تمكن الفيروس منها فصارت البلد باكملها في الحجر الصحي ولا زالت لا تستطيع كبح جماح هذا الفيروس.
ولكن من رحمة الله علينا؛ أن وصول هذا الفيروس التاجي تأخر قليلا، فساعد ذلك على التأهب لمواجهته، حيث سارعت الحكومة إلى اتخاذ الكثير من القرارات الضرورية والاحترازية التي تحد بشكل كبير من انتشار هذا الفيروس في ربوع البلاد.
فعلقت الطيران الدولي والمحلي تبعها تعليق المواصلات العامة وسيارات الأجرة، بالإضافة إلى إغلاق جميع الأسواق والتجمعات التجارية، وكذلك الأنشطة التعليمية في المدارس والجامعات، وأيضا علقت كافة الانشطة الرياضية، تبع ذلك حظر جزئي للتجوال في أنحاء البلاد إلا لحالات الضرورة القصوى، وكانت لهذه القرارات أثر كبير وعظيم في عدم تفشي الفيروس في البلاد بصورة لا يمكن السيطرة عليها.
وبالرغم من أن هذه القرارات حتمية في هذه الفترة العصيبة التي تمر بها المملكة إلا أنها غير اعتيادية بالنسبة للمجتمع، فأثار ذلك القلق والفزع في قلوب المواطنين، فضلا عن الشائعات التي تتردد هنا وهناك فلجأ الكثير منهم إلى الإسراع إلى التخزين غير ضروري لكثير من السلع الغذائية والمواد والمستلزمات الطبية ووسائل النظافة والتطهير، حيث أدي ذلك إلى ازدحام نحن في غني عنه في المحلات التجارية ومنافذ بيع المنتجات والسلع الغذائية، في ظل جهود الدول الغير طبيعة في منع التجمعات للحد من انتشار الفيروس.
لذلك سخرت المملكة جميع جهودها وعمدت على تنظيمها تحت شعار “يد ترعى واُخرى توفر الغذاء” حيث تعمل الحكومة الآن على قدم وساق وبعزيمة قوية من أجل مواجهة الفيروس التاجي كورونا.
فهي تعمل من جهة على توفير المعدات اللازمة للأطباء السعوديين من أجل محاولة اكتشاف، المصل المضاد لعلاج الفيروس التاجي كورونا وتدريب طاقم التمريض على طرق التعامل مع المصابين، وتوفير 25 مستشفى لاستقبال المصابين.
ومن ناحية أخرى تعمل على توفير جميع السلع الغذائية التي يحتاجها الشعب، فقد أعلنت عن إمكانية توفير السلع والمنتجات الغذائية في العديد من المنافذ.
إضافة إلى برنامج الدعم الذي قام بالإعلان عن تقديمه مؤسسة النقد العربي السعودي للمصارف والمؤسسات المالية، والمنشآت الصغيرة والمتوسطة بمبلغ يقارب من 50 مليار ريال وذلك لمواجهة الفيروس التاجي كورونا.
بالإضافة إلى ذلك قام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه، بتوفير دعم مالي في ظل مواجهة الفيروس قدره 10 ملايين دولار أمريكي، مقدم إلى منظمة الصحة العالمية وذلك حتى تتمكن من التصدي ومكافحة الفيروس العالمي كورونا.
لذلك يجب عليك عزيزي المواطن السعودي الالتزام بالحجر المنزلي حرصاً على حياتك وحياة اقاربك واهلك وحمايتهم من الإصابة ! فلن يفرق الفيروس بين رجل أو سيدة – مسن أو شاب – غني أم فقير، ولكن من خلال إلتزامك بإتباع إرشادات الحكومة من أجل مواجهة الفيروس التاجي كورونا من خلال عدم مغادرة المنزل، فأنت بذلك تساهم بشكل كبير في التصدي لانتشار الفيروس وارتفاع عدد حالات الإصابة.
“صلوا في بيوتكم صلوا في رحالكم ” هل هناك أخطر من أن يُرفع الأذان داخل المساجد؛ بهذه الصيغة وأن يقوم المؤذن بدعوة الناس للصلاة في المنزل بدلا من إحياء شعائر عبادة الله في المساجد.
ولم يتوقف الخطر عند ذلك بل تم إغلاق المسجد الحرام والمسجد النبوي ومنع الطواف داخل الحرام المكي لأجل غير مسمى حرصاً على السلامة العامة للمؤمنين ومنع انتقال الفيروس نتيجة الازدحام الشديد حول البيت الحرام.
ومع ذلك لم يتم السيطرة على الوضع في السعودية بعد! وما زال يوجد إرتفاع في عدد الحالات الإيجابية للإصابة، لذلك فإن الحكومة تحذر مواطنيها من مغادرة المنزل، حيث أضاف أحد المسؤولين أن الفترة القادمة هي أصعب الفترات في مواجهة الفيروس، والتي وإن تخطيناها بسلام سنكون قد عبرنا من عنق الزجاجة وسنستطيع السيطرة على الفيروس في أسرع وقت.
الأمر يزداد تعقيدا ً يوماً بعد يوم! وإلى الآن لم يُكتشف المصل المضاد لعلاج الفيروس، ولكن جميعاً يعلم الطريقة الأمثل لعدم الإصابة به وهي ” الحجر المنزلي”.
حيث قامت الدولة بتوسيع جهودها والعمل على توفير جميع المستلزمات الطبية من الأقنعة الواقية والقفازات الطبية بأسعار مناسبة ونشرها في جميع أنحاء البلاد من أجل تحصين شعبها لمواجهة المرحلة الصعبة التي تمر بها المملكة.
حيث جاءت تلك الجهود رداً على بعض التداعيات المغرضة حول عدم تواجد السلع الغذائية وكذلك السلع الطبية في الأسواق وأنهم إذا عسروا عليها تكون بأسعار مرتفعة للغاية، في نفس الوقت ذاته انتشرت العديد من مقاطع الفيديو التي توضح قيام الدولة بتكليف مجموعة من الأفراد محل الثقة في القيام بعملية توزيع السلع الغذائية وكذلك السلع الطبية على العديد من الأحياء والمناطق والحرص كذلك على إيصال جميع المتطلبات إلى الأبواب وتسليمها للأفراد بصورة شخصية بالرغم من الحظر وانتشار الفيروس التاجي كورونا.
فقد رفعت الحكومة العديد من المبادرات يمكن أن نطلق عليها مبادرة ” كلنا واحد” حيث أنها عملت على توفير ما يقرب من 120 مليار ريال سعودي من أجل توفير السلع الغذائية والقيام بتوزيعها في جميع أنحاء البلاد، وهذا يعكس أن المملكة تبذل كل الغالي والنفيس من أجل المحافظة على الصحة العامة لمواطنيها، و التصدي للخطر من خلال إطلاق مجموعة من المنافذ المتحركة والتي تحمل السلع الغذائية الزراعية لتوفرها في العديد من المناطق بأسعار مناسبة وأخرى تعطي بالمجان دون مقابل.
وعلى الرغم من تأكيد الحكومة بالأقوال والأفعال على توفيرها لجميع السلع والمواد الغذائية وكذلك الطبية المطلوبة في الكثير من الأماكن والحرص الشديد على مراقبة الأسعار والتحكم في عدم زيادتها، بل وعملت أيضاً على توفير كل المتطلبات وتوصيلها إلى المنازل.
خرج مجموعة من الأشخاص وضربوا بالكلام السابق عرض الحائط وكسروا جميع القواعد الطبية المفروضة لمواجهة الفيروس التاجي كورونا وظهروا في مشاهد يرتدع لها القلب في زحام شديد بشكل لا يسمح لك بالتنفس بأريحية أو القدرة على المرور من بين الأشخاص من كثرة الأعداد وهم في حرب مع بعضهم البعض من أجل الإنتصار بالحصول على عدد أكثر من البيض معرضين حياتهم وحياة غيرهم بذلك للخطر من أجل البيض!
الخوف والقلق الموجود من أجل توفير السلع الغذائية والمستلزمات الطبية المختلفة مفهوم، فهي الفطرة الانسانية في السعي إلى البقاء، ولكن هذه السلع والمواد لن تكون مفيدة لك و لأسرتك إن أصابكم هذا الفيروس!.
بالعكس إننا إن التزمنا جميعًا بتلك القرارات الوقائية من عدم الخروج من المنزل وتقليل الازدحام والتجمعات بقدر الاماكن فأن ذلك سيكون طوق نجاتنا من هذه الحرب، فإن تحلينا بالعقل لفترة ليست بالطويلة سوف يكون الباب الذي يفتح لنا السيطرة علي هذا الفيروس ورجوعنا إلى حياتنا الطبيعية.
هذه الحرب ليست حرب الحكومة وحدها! ولكنها حربنا جميعا فإن القرارات الحكومية الأخيرة، علي قدر أهميتها وضرورتها إلا أنها لن تكون ذات فاعلية إذا لم نشارك كلنا في تنفيذها!.
الحكومة أثبتت قدراتها في إدارة البلاد في هذه المرحلة العصيبة وعلينا جميعا أن نثبت جدارتنا أيضا فلا أحد منا يريد لهذا الوضع أن يستمر فضلا عن أن يتدهور
أعيدوا ترتيب أولوياتكم و احتياجاتكم و ابقوا في بيوتكم ابقوا سالمين، فكلنا مسؤولون وفي عاتقنا أمانة!.
محمد الحربي
مقالات سابقة للكاتب