لماذا شهر رمضان بالذات ؟
لماذا تُجيش هذه القنوات مفسادها لتعرضها على شاشاتها في هذا الشهر الفضيل؟
هل فكّر هؤلاء المش(مفكرون) في حرمة هذا الشهر الفضيل؟ إلى ماذا يهدف هؤلاء؟
ألا يكفيهم ما يعرضونه خلال الأحد عشر شهراً الأخرى من السنة؟ ألم يقرأ أحدهم ماهو ديدن السلف الصالح خلال هذا الشهر؟
ألا يدركون ما لهم وما عليهم في شهر الرحمة والمغفرة؟
ألم يقرأوا سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم وما كان يفعله هو وصحابته رضي الله عنهم في شهر النجاة من النار؟
ألم يحن أن تُعرض بطولات!!عادل إمام الفارغة، ومن على شاكلته إلا في رمضان؟
أليس من المخزي جداً أن تُعرض المسلسلات الكويتية الهابطة في قيمها، المُتعفنة في مشاهدها ونحن نعيش أياماً تُصفد فيه الشياطين؟
في هذا الشهر تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار، وفي هذه القنوات تفتح أبواب الحارة، وتُغلق أبواب الاستقامة. وفيه يبدأ كل مسلم في محاسبة نفسه أملاً في التوبة إلى الله، وفي هذه القنوات تبدأ التهيأة والاستعداد لارتكاب المزيد من المعاصي والذنوب.
المسلم يُخصص وقته كله للصيام والقيام والإحسان والتسابق بالتبرعات والصدقات وأعمال البر المتنوعة، وهم في هذه القنوات ومن بِد كل الشهور يتسابقون لعرض مثل هذه المسلسلات الماجنة. ألم يتبين لهم الحق بعد؟ يقول الحق تبارك وتعالى في سورة محمد ( أَفَمَنْ كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ ).
سؤال كبير موجه للقائمين على هذه القنوات: مَنْ المستهدف؟!! هل هم شبابنا وبناتنا؟
ألا يكفيهم الإفساد قبل رمضان وبعده؟ وفي رمضان أفسدوا رمضان وأفسدوهم.
هل الهدف هدم بيوتنا؟ مالفرق بيننا وبينهم ؟ أليس رمضاننا هو أيضاً رمضانهم؟
أليس هؤلاء القائمون عليها هم من أبناء جلدتنا؟
إن حرمة ما يعرضونه على شاشات قنواتهم وفضاعة المشاهد المخجلة لمسلسلاتهم، وقُبح برامجهم الاستعراضية، أصبح كل ذلك واضحاً ومكشوفاً لكل عاقل، ولكل مربٍ. وكلنا يعرف كيف يتخلص رب الأسرة من هذه القنوات ولا شيء أسهل من ذلك،
ولكن رغم ذلك كله وقبل الدعوة إلى محاربة هذه القنوات، ومهاجمة مَنْ عليها، فلا زال الخير قائماً في القائمين عليها، ولا زال العشم فيهم كبيراً، ولا زال خط الرجعة موجوداً، فإعادة النظر فيما يُعرض ممكنة جداً، والرجوع إلى ما أوجبه الله علينا في هذا الشهر المبارك من احترام لحرمته أمراً يسيراً عليهم إن شاءالله، واستبدال ما يُعرض من الباطل بعرض الطيب والمفيد والنافع أمراً متاحاً، فالجميع وقتها عند تحقيق كل هذه الحلول، لا يسعه إلا أن يقول للقائمين على هذه القنوات ” جزاكم الله خيراً “.
ختامها، تقبل الله صيامكم وقيامكم وصالح أعمالكم
عيد سمران المرامحي
مقالات سابقة للكاتب