نشر العالم البريطاني الشهير في الكونيات والفيزياء الفلكية مارتن ريس قبل 17 سنة، كتابًا بعنوان “ساعتنا الأخيرة”، وتحدث فيه عن ظهور خطأ بيولوجي يتسبب في مقتل مليون إنسان في 2020.
وقد سلط أستاذ في جامعة كامبريدج البريطانية الضوء على ذلك في مقال كتبه بعنوان “إرهاب المعرفة القاتلة”..
أرسل لي صديقي هذا المقال وتحدث باستغراب؛ و كأن المرء بعد قراءته له يضع ما تحدث عنه المؤلف كأحد الاحتمالات عن سبب تفشي فيروس كورونا في هذا الزمن ، و الأغرب كيف حدّد توقيت حدوثه في هذا العام بالذات!
قلت لصديقي : تظل هذه أحاديث عامّة عمّا يمكن أن يحدث من خراب و دمار في العالم بسبب “طيش” و سفه و عدم التزام النهج العلمي المؤطّر بالضوابط الأخلاقية سواءً خلال البحث أو الأهداف المرجوة منه (طبعاً كل ذلك وفق سنن كونية و من خلال مساحة يتيحها رب العالمين بمشيئته و علمه ليرى كيف يتصرف هذا الإنسان: كما يحصل في الأعمال الإجرامية في مجالات السّحر أو غيره) ، و لكنّها لا ترقى بأن تكون تفسيراً مرجّحاً لما هو حاصل حتى يتعزّز ذلك بدراسات و تحليل علمي يربط النتائج بالمدخلات و المسبّبات و يتدرّج مع تسلسل الأحداث و ربطها بما هو حاصل ربطاً شاملاً مانعاً لما سواه و لعلّ الزّمن كفيل بإثبات ذلك من عدمه، و ما سوى ذلك فهو نوع من الخرص و التخمين، حتى لو قدّر بزمن يزيد في الالتباس في قبول هذه الفرضية دون تمحيص علمي (مع أنّ التنبؤ بتوقيت الحدث منذ مائة عام! يدخل عاملاً جديداً في الموضوع: “كذب المنجّمون و لو صدقوا”).
و نقول ختاماً نأمل أن تتحقّق للمسلمين الريادة في مجالات العلوم و التقنية بأسرها و أن تكون هذه وجهتنا و رؤيتنا كي تأخذ بزمام هذه الأمور لتسخير الموارد و المعارف و التقنيات لما ينفع البشرية و يهيئها لحياة يسودها الرقي و اليسر و السلام و يمكّنها من عمارة الكون بما يرضي الرحمن.
د. حمزة عبدالقادر المغربي
رئيس مجلس إدارة جمعية البر وعضو المجلس الاستشاري بمحافظة خليص
مقالات سابقة للكاتب