تناولُ السَّحُور من السنن التي حث عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد جاء في ذلك قوله: (تسحروا ، فإن في السحور بركة) رواه البخاري ومسلم.
وقد فرط بعض المسلمين في هذه السُّنَّة ، وأفرط البعض الآخر فيها ، فوقعوا في أخطاء نشير إليها تالياً:
أولاً: ترك بعض الناس السحور ، وهذا خلاف السنة فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان من هديه السحور، ثم إنه قد حث عليه وجعله فارقاً بين صيامنا وصيام أهل الكتاب ، فإن في السحور عوناً على الصيام ، فلا ينبغي تركه.
ثانياً: تعجيل السحور وتقديمه في منتصف الليل أو قبل الفجر بساعة أو ساعتين ، وهو خلاف السنة فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (عَجِّلوا الإفطار، وأخِّروا السحور) رواه الطبراني وصححه الألباني ، والسنة أن يكون السحور في وقت السَّحَر قبيل طلوع الفجر بقليل ، ومنه سمي السحور سحوراً .
ثالثاً: الإستمرار في الأكل والشرب مع أذان الصبح وهو يسمع النداء ، والواجب أن يحتاط العبد لصومه ، فيمسك بمجرد أن يسمع أذان المؤذن.
رابعاً: الإفراط في تناول طعام السَّحور ، حيث إن الإفراط في تناول السَّحور يؤدي إلى خمول الجسم ، وهذا بدوره يفضي إلى التثاقل عن أداء الواجبات ، وهو ما ينافي الحكمة من الصوم وهي كسر شهوة البطن والفرج والسحور إذا كثر فإنه ينافي هذه الحكمة.
خامساً: النوم بعد تناول السَّحور مباشرة ، وهو من العادات السيئة ، حيث أنه يجلب على صاحبه أضراراً صحية، فضلاً عما فيها من تضييعٍ لصلاة الفجر مع الجماعة ، ومخالفةٍ لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في المكوث في المسجد بعد صلاة الفجر لذكر الله إلى أن تطلع الشمس.