أعقلها و توكل

إن من أسباب دفع البلاء والمصائب من أوبئة وأمراض وغيرها حسن التوكل على الله ، قال تعالى ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه) ، وقال تعالى ( وتوكل على العزيز الرحيم) ..

وحقيقة التوكل الاعتماد على الله وتفويض الأمر له سبحانه مع فعل الأسباب المشروعة حسب توجيه المختصين العارفين ، وإن من الأسباب المشروعة المباحة والتي يجب التقيد بها في مثل هذه الظروف التي نعيشها (من انتشار مرض كورونا _ أو ما يسمى بـ كوفيد 19 ) ، كالتباعد وعدم التزاحم وعدم المصافحة و غسل الأيدي جيدًا ولبس الكمام وعدم الخروج من البيت إلا للضرورة وغيرها من الأسباب والاحترازات الواجب التقيد بها حفاظا على النفس و الأسرة و المجتمع ..

ولنعلم بأن من فرط في الأخذ بالأسباب لا يعتبر متوكلا بل عاجزا ، قال صلى الله عليه وسلم ( أعقلها و توكل) حسنه الألباني ، ( ومعنى الحديث_ أي افعل الأسباب وتوكل على الله) ، وقال سماحة الشيخ العلامة عبدالعزيز بن باز رحمه الله ( والذي يزعم بأنه متوكل ولا يأخذ بالأسباب فإنه عاجز مخالف للشرع) ، وقال سهل بن عبدالله التستري ( من طعن في الأسباب فقد طعن في السنة) ..

وفي الختام نحمدالله جل جلاله وتقدست أسماؤه ونشكره على ما أولانا من نعم وخفف علينا وطأة هذا الوباء ، ثم نرفع شكرنا إلى مقام حكومتنا الرشيدة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه ، و ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان وفقه الله ، على ما بذلوه من جهد مشكور ومال مبذول في مواجهة هذا الوباء ، عسى الله أن يعينهم ويسددهم ويحفظهم ويجزيهم خير الجزاء ..

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لا يشكر الله من لا يشكر الناس) صححه الألباني ، وبالله التوفيق .

حامد هاشم الصبحي

        إمام وخطيب جامع عثمان بن عفان بحي الدف بخليص