أكد الشيخ محمد صالح المنجد، أن الإعتكاف سُنَّة مؤكدة داوم عليها الرسولُ -صلى الله عليه وسلم- في العشر الأواخر من رمضان حتى توفّاه الله ، ثم إعتكف أزواجه من بعده.
وأضاف أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُضرب له خباء مثل هيئة الخيمة ، فيمكث فيه غير أوقات الصلاة حتى تتم الخلوة له بصورة واقعية ، وكان ذلك في المسجد ، وكان دائم المكث في المسجد لا يخرج منه إلا لحاجة الإنسان ، من بول أو غائط ، وكان يحافظ على نظافته ، إذ كان يُخرج رأسه إلى حجرة عائشة -رضي الله عنها- لكي تُرجّل له شعرَ رأسه.
وتابع المنجد أن في إشتراط الصوم للمعتكف خلافٌ بين العلماء ، والأصح أن الصوم مستحب للمعتكف ، وليس شرطاً لصحته ، مضيفاً أن الجمهور ذهب إلى أن أقل زمن للإعتكاف لحظة ، هو مذهب أبي حنيفة والشافعي وأحمد، وذهب بعض العلماء إلى أن أقل مدته يوم ، وهو رواية عن أبي حنيفة وقال به بعض المالكية.
وأشار إلى أن القول الراجح عدم وجوب قضاء الإعتكاف المسنون إذا قطعه لعذر أو لغير عذر ، ولكن يستحب له ذلك ، لقضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إعتكافه عندما قطعه ، أما الواجب – كأن نذر الإعتكاف – فيجب عليه قضاؤه إذا قطعه لأن الذمة لم تبرأ. وإن مرض أثناء إعتكافه فإن كان يسيراً بحيث لا تشق معه الإقامة في المسجد كصداع وغيره ولا تلزم الفراش فهذا لا يجوز له الخروج ، فإن خرج بطل إعتكافه.
وإن كان المرض شديداً بحيث تشق معه الإقامة في المسجد لحاجته إلى الفراش ، ومعاودة الطبيب ، فيباح له الخروج لحاجته إليه ، فإذا شُفي رجع وبَنى على إعتكافه.
وأورد المنجد بعضاً من أخطاء المعتكفين ، مثل كثرة النوم بالنهار والسهر بالليل في غير طاعة ، كثرة الخروج من المسجد لغير حاجة ، المبالغة في إستعمال الهاتف النقال ، كثرة الزيارات وإطالتها بين المعتكفين أنفسهم ، أو من قبل بعض الناس لبعض المعتكفين ، المبالغة في إحضار الأطعمة ، فضول الكلام ، عدم التبكير للوضوء ، الظن أن الإعتكاف إنما هو حبس النفس في المعتكف دون إكثارٍ من النوافل ، الظن أن التطيب والتنظف يُنافي مقصد الإعتكاف، من الناس من يعتكف وأهله بحاجة إليه ، أو ينهاه والده عن الإعتكاف لأسباب مقنعة ، فمثل هذا قد فعل سنة ، وترك واجباً ، فلا ينبغي له أن يعتكف.