وماذا بعد العودة ؟

عندما أعلن موعد الرجوع للحياة الطبيعية وفق الخطة المعدة من قبل جهات الاختصاص ، بدأت الناس تطرح عدة تساؤلات عن مدى إمكانية ذلك من عدمه مع العلم بأن متحدث وزارة الصحة أعلن أن ذلك معتمد على التزام الجميع بتطبيق الاحترازات والإجراءات من قبل المواطنين وإلا سوف نعود إلا ما كنا عليه ولكن ولله الحمد والشكر وبتوفيق منه ثم بالتزام الجميع وصلنا إلى مرحلة رفع الحظر ولكن بحذر وتطبيق كل ما ورد في هذا الشأن ، فماذا نحن فاعلون؟ 

الآن أصبح الفرد منا يتحمل مسؤوليته أمام نفسه ومجتمعه ووطنه، فهل نجاحنا في المراحل السابقة نتيجة فرض القيود علينا أم نتيجة وعي وإدراك لأهمية الخطر؟

حتما سنجد الإجابة خلال الأسابيع القادمة، لا أريد أن أُذَكَّرَ بما يجب فالكل هنا مدرك النتيجة في كل الأحوال، دورنا كمجتمع أن نساعد أنفسنا بعدم مخالفة التعليمات في جميع مجالات حياتنا اليومية والعمل بما يجب في التقيد بالتعليمات أثناء الخروج في مناشط الحياة العامة.

نريد مجتمعاً مدركاً لكل ماهو مطلوب منه في التقيد بكل تعليمات وزارتي الصحة والداخلية ففي تعاونه يكون عضواً مساعدا فعال حامياً نفسه ومن حوله بإذن الله تعالى ، وعلى الشباب إدراك هذا الدور عند خروجه من منزله؛ و يتذكر أن وراءه أب وأم كبار سن وأطفال صغار ومريض ضغط ومريض سكر وبتهاونه وعدم الإكتراث بالتعليمات يهدد حياتهم بالخطر وعندها لا ينفع الندم ،
تقيد بالمطلوب منك وتوكل على الله .

وعلينا أن ندرك أننا مررنا بمرحلة خرجنا منها بأمور كثيرة في حياتنا اليومية ، خلال الأزمة ظننا أن حياتنا لاتسير إلا بها ، مرت الأيام والحياة تسير لم تؤثر في حياتنا بشكل ضرَّ بها ، وهنا على سبيل المثال لا الحصر التسوق على مستوى الفرد والعائلة لحاجة وبغير حاجة ، التردد على المطاعم والمقاهي حتى أصبحت لدى الكثير من متطلباته وضرورياته اليومية فهل نعيد حساباتنا مع أنفسنا والأخذ بما هو إيجابي تم اكتشافه من خلال هذه الأزمة ..

إقامة المناسبات تم تحديد ضوابطها وفق ما أعلن ، فلماذا لا يتم الإستفادة من هذه التجربة وهنا أخص أصحاب الأعراس الذين تم تحديد تاريخ إقامة مناسباتهم وأجلت لهذا السبب ، بإقامة مناسباتهم وبنفس العدد المحدد بدلاً من الانتظار والتأخير فلعل أن يكون خيرا في ذلك ، وتُقَيَّم هذه التجربة لتطبيقها في قادم أيامنا بدلا مما يحصل عندنا من تكاليف أثقلت كاهل المجتمع.

أتت هذه الأزمة وحلت بالمجتمعات والدول بدون سابق إنذار وتركت ما تركت من أثر قد يطول ، فلابد لنا من أخذ إيجابيتها على مستوى الشخص نفسه أو المجتمع وتطبيقها على نمط الحياة العامة .

وختاماً .. لا بد لنا من الإشادة بجهود العاملين في هذه المرحلة الذين كانوا معنا لحظة بلحظة وساعة بساعة رجال الصحة والأمن ، أبطال ونجوم المرحلة، فـ لكل منهم قبلة على الجبين تقديراً واحتراماً لكل ما بذلوه ولازالوا يبذلونه لمواصلة المشوار بنا إلى بر الأمان إن شاء الله تعالى فلنكن خير معين لهم .

وفق الله الجميع وعلى رأسهم قيادة وطننا لكل مافيه خير لهذا البلد المعطاء .

عبدالعالي طاهر الطياري

مقالات سابقة للكاتب

تعليق واحد على “وماذا بعد العودة ؟

وجهة نظر

العوده لا تعني زوال الخطر فما زال العالم يعيش في ظل هذه الازمه العنيفه التى القت بظلالها على جميع نواحي الحياه ولم تنتهي بعد لعبه الدواء واللقاح ومازال شعار لم ينجح احد قائمًا ويتصدر المشهد ليس تشائم بل واقع يفرض علينا ان نلتزم بالارشادات ونطبق الاحتياطات والسلوكيات الصحيه وان تتولد لدينا القدره والعزيمه والاصرار لتجاوز هذه الازمه لنعود بسلام الى سابق عهدنا وان نستفيد من الدروس التى تعلمناها وطبقناها خلال تلك الجائحة فالكلمات والمثاليات لا قيمه لها ان لم تتحول الى افعال فهل تعيد كورونا ترتيب الأوليات؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *