من نقوش الذاكرة

الرجوع إلى الوراء ومراحل العمر وسنواته التي مرت، وتقليب صفحات الذاكرة لا تخلو من عددٍ من الذكريات الجميلة في كل مرحلة من تلك المراحل العمرية، وهنا سوف أبحر بكم في هذه السطور مع ذكريات استوقفتني عند استبشار وفرح مواطني المحافظة بافتتاح فرع الأحوال المدنية بها حتى ولو كان هذا متأخر كثيراً، حيث جالت بي بالذاكره إلى أيام الطفولة بالثمانينات الهجرية، فقد كان حديث الآباء هو الحصول على ما يعرف (بالتابعية) أو حفيظة النفوس في بداية استخراجها فكانوا في البدايه يستخرجها من كان لديه ابن في الصف السادس الابتدائي فقط وذلك لغرض تعبئة استمارة إتمام المرحلة الابتدائية لابنه، وهنا كانت تبدأ مرحلة معاناة الأب والسفر إلى محافظة رابغ أو إلى مكة في تلك الفترة يعد سفراً، فكانت المواصلات قليلة فقد يضطر إلى المبيت في رابغ أو مكه المكرمة ليلةً أو ليلتين، وقد يبحث له عن أحد المعارف ممن له علاقة لتسهيل أمره للحصول عليها وحصول كثيراً من المواقف الطريفة على الكثير وخاصة في تسجيل أعمار الأبناء بتقديم الصغير على الكبير، وقد تضرر لاحقاً كثير من هذا، ذكريات يحملها جيل الثمانينات فيها كثير من العبر والطرافه أحياناً، واليوم والحمد لله ننعم بهذه الخدمه من منازلنا وفي داخل محافظتنا لايستلزم لطالبها سوى ساعات فقط ، مع تمنياتنا بأن يكتمل هذا الفرع بقسميه (رجال ونساء) في مبنى مستقل بها يخدم منسوبيه والمستفيدين منه.. هذا أولاً .

وثانياً بالأمس وأنا أقلب الرسائل التي تصلني على جوالي، حالي حال الكثير في هذه الأيام، أجد صورة لموظفين يقومون بتركيب كاميرا رصد السرعة (ساهر) بطريق الملك فهد الواصل لحي الطلعه من طريق الملك عبدالعزيز الذي يعرف (بالعراقيب) تأملت هذه الصورة وطافت بي الذاكرة إلى ما قبل أربعين سنة مرت، كيف بدأ هذا الطريق والمصاعب التي واجهتنا حينها رحم الله كل من ساهم بماله وفكره ووقته وحفظ الأحياء منهم ، فقد كان هذا الطريق موجود أثراً فقط يستخدم أثناء جريان وادي خليص بالسيول وتعطل الطرق الداخليه يكون بديلاً تسلكه السيارات في وقتها (لواري أو ونيتات) فقط، ونحن في بداية سكننا بحي الطلعة وجدنا في وقتها أنه يخدمنا ويربطنا بأقرب طريق مزفلت بمسافة إحدى عشر كيلو متر فقط، تم بعد ذلك مشاورات بين سكان الحي وبدأنا العزم للإستفاده من الطريق وأخذنا في العمل وتم تجميع مبلغ من المال لتوسيع الخط وردم مايحتاج للردم وتم فتحه حتى بقي ثلث الطريق وتم استخدامه على ما فيه من صعوبه، وبدأت مرحلة المطالبة باعتماده وتسليمه للبلديه أو المواصلات، وأخذ وقتاً طويلا في مداولات أخذت من الوقت الكثير حتى تم اعتماده واستلامه من البلدية حتى وصل إلى ماهو عليه الآن فقد كان حلماً لساكني حي الطلعه تحقق ولله الحمد وتزين الجزء الأكبر منه بالإنارة وتحديد مسارات الطريق وبقي القليل كلنا أمل أن يكتمل بالقريب العاجل ، وهنا نشكر إدارة المرور على اهتمامها وحرصها على سلامة عابري هذا الطريق بوضع هذه الكاميرات ولكن لنا رجاء في إعادة تحديد السرعة ورفعها بدلاً من (٨٠كم)إلى(١٠٠كم) لتتناسب مع الطريق .

ومن خلال ما رأيت فحلم الأمس واقع اليوم، وهنا علينا أن نبذر بذور الخير في تأسيس أو مساعدة أو مشورة تجلب مصلحة عامة يستفيد منها من قد لا تعيش معهم أو تعرفهم لتنال أجرها، ومع ثقتنا في كل من أوكل إليه مصلحة يخدم بها بلده ومواطنيه في تقديم ما ينفعهم بأن بذلوا قصارى جهدهم فيما ينفع.. الزمن قصير جداً لمتأمله وربطه بما يجري ، فهل نحن صابرون متأملون في الله خيراً.

عبدالعالي طاهر الطياري

مقالات سابقة للكاتب

2 تعليق على “من نقوش الذاكرة

غير معروف

بارك الله فيك ابوعلي ارجعتنا للذكريات الجميله في التطوع للعمل للصالح العام ونبذ الذات وكم معاناة بذلت مع الشمس والغبار والمعدات تعمل وعلي الحساب الخاص نسال الله ان يجعل كل عمل اومال اوراي بذل في هذا الطريق من الاعمال الدايم اجرها للجميع

محمد عامر الطيارى

نعم انها ذكريات جميله رغم قساوتها فجزى الله كل من ساهم بجهده او بمعرفته كل الجزاء فلنا عشم على بلدية خليص على اعادة سفلة الطريق لانه كثرت فيه التشققات مما جعل السير معاه متعب وكذلك لنا عشم فى شركة الكهرباء بخليص فى استكمال الاناره فهذا الطريق اصبح من الطرق الحيويه بالمحافظه ولكم خالص الشكر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *