المهندسون وإدارة الحشود

يعد تنقل الحشود مكونًا مهمًا وعنصرا أساسيا في إثراء تجربة الزائر، ولقد ساهم العلم الهندسي بإعداد الخطط والدراسات والتصاميم العمرانية والتمكن من حل مجموعة من المخاطر المتعلقة بالتجمعات البشرية والعمل على انسيابية الحركة وإدارتها بالشكل السليم الذي يوفر الأمان والسرعة والراحة، وبدرجة عالية من الفعالية والكفاءة، وقدمت الهندسة عن طريق الحسابات والمعادلات والنظريات الهندسية حلولا للمشاكل العمرانية وطرقا لزيادة الطاقات الاستيعابية وخططا لتخفيض الكثافات البشرية وتنظيم التدفقات وانسيابية الحركة.

وتعد المنشآت أفضل طريقة لإدارة الحشود إذا تم تخطيطها بشكل جيد وأعد لها الدراسات اللازمة فعلى سبيل المثال مبنى المطاف بالمسجد الحرام كان يتسع لقرابة 48 ألف طائف في الساعة، وعندما تمت إعادة بناءه على مبدأ إدارة الحشود وبنفس المساحة ولكن تم استغلالها بالشكل الصحيح وصلت الطاقة الاستيعابية إلى 105 آلاف طائف في الساعة، وهناك أيضا منشأة الجمرات وكيف أنهت موضوع التزاحم والتدافع في الدخول والخروج وعند رمي الجمار، بحلول هندسية معمارية ضخمة زادت الطاقة الاستيعابية ل 300 ألف حاج في الساعة.

كما لاحظت على فرق العمل الاجنبية من شركات عالمية ومهندسين قلة المعرفة والخبرة الهندسية أمام المهندسين السعوديين لمعرفة سلوك الحشود ومعرفة التحكم بسيرهم وتدفقهم والوصول لمستوى راحتهم، فلابد من تأهيل المهندسين السعوديين على قيادة مشاريع الحشود وتدوين الانجازات وتأليف الكتب والمراجع فنحن أساس هذا العلم.

حسين بن بركات السويهري

مقالات سابقة للكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *