في ظل أزمة وباء كورونا وماحملته من تبعات على الجميع من تعطيل الأعمال ، نرى الآن بوادر انحسار هذا الوباء ونسأل الله أن يرفعه عنا وعنكم ..
ويرافقه خلال هذه الفترة التحضير لبداية العام الدراسي الجديد بعد شد وجذب من وزارة التعليم حول آلية عودتهم وطريقتها وذلك لشدة حرص المؤسسات الحكومية على صحة المجتمع وسلامته ..
وفي وسط هذة الأزمة وجب علينا جميعاً أن نكون على قدر المسؤولية ، وأن نكون متحدين جنباً الى جنب وذلك لضمان خروجنا من هذه المعضلة ، ولكن من المحزن ومن المعيب أن نرى خلاف ذلك من فئة قليلة لاتعمم أفعالها على الجميع ، وهذه الفئة اتخذت من وسائل التواصل الاجتماعي منبراً لها ، واتخذت المعلمين والمعلمات هدفاً ،فقاموا بصنع وتداول الإساءة والسخرية بهم ، فتارة يتهكمون بطول الإجازات وتارة أخرى بقلة عدد ساعات العمل وآلية عملهم…. إلخ .
تحليلي البسيط لهذة الفئة الجاهلة بأنهم مثل الذي أحضر مطرقة ليهدم أساس منزل هو ساكنه ، وأن فعلهم لايتعدى كونه حماقة ، والمخجل أن بعضهم غير متعمد لهذه الإساءة ولكن من باب النكات والضحك ينشر هذه الرسائل ويتداولها ..
أقول لهم .. استحضروا فضل المعلم فهو النور الذي يذهب ظلام الجهل ، واستحضر أنك تسخر من المعلم اليوم وغداً ابنك بين يديه ومؤتمن عليه ، وتأكد أن رسائلك ونكاتك أداة نخر في عزيمة المعلم وأداة هدم لحماسه وتفانيه ..
ويجب على المجتمع الواعي التصدي لمثل هذه التهكمات والسخرية بتجاهلها وجعلها تقف عندك ولا تعد إرسالها وتذكير مرسلها ونصحه بفضل المعلم ، وعلى المؤثرين في الأمة تذكير الناس بهذا الفضل..
وأخيراً .. رسالتي للمعلمين اللذين علموني كيف أخط الحروف وأسطرها؛ فإن أصبت فذلك بفضل الله ثم فضلكم ، وإن لم أكن كذلك فهو من تقصيري ..
عليكم بالتجاهل لكل مايقال من حولكم من هذه الفئة الساخرة واستشعروا حديث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم : (إن الله لم يبعثني معنِّتاً ولا متعنتاً، ولكن بعثني معلماً مُيسراً ) رواه مسلم .
ولاتحاولوا أن تثبتوا لهم بأنكم خلاف مايدعون ، ولكن دعوهم وسيرون البرهان في أبنائهم الذين بين أيديكم
واستشعروا أن خيركم مستمر لقيام الساعة .
تركي البشري
مقالات سابقة للكاتب