المجالس البلدية هل ولدت صماء بكماء ؟!

وطن معطاء وقـادة أوفياء لا يألـون جهداً في تقديم كل ما يخدم تنمية الوطن ويظهر الإبتسامة على محيا المواطن ، فلله الحمد والثناء الدائمين .

ولكن بعد أن حملت لنا أجهزتنا الإعلامية تباشير ولادة الفرصة التي من خلالها يمنح المواطن حق الشراكة في إعطاء الرأي ومراقبة ما تقدمه البلديات له بإنشاء المجالس البلدية ليفاجأ بأن المولودة صماء بكماء تعيش مع مرور الأيام ، وبعد مرور أثني عشر عاماً واقعاً مؤلماً يزداد مرارة عند تشخيص مخرجاتها ..

ويبقى السؤال يبحث له عن جواب ماذا قدمت المجالس البلدية للمواطن ؟!

أين سواري التطور والنماء المنشود التي رسمت الإبتسامة على وجه كل مواطن عندما سمع خبر الإنشاء وعاش فرحة الإنتخاب منتظراً أخباراً تسره ومشاهد يريد أن يعتز بها ومصالح عامة تتحقق ، لأنه يؤمن بأثر أخذ المشورة ومراقبة تنفيذ العمل .

تجولت بين السطور وبحثت عن الأجوبة لعلي آتيكم بخبر سعيد ، فبدأت بالعضو المرشح للإنتخاب …

تساءلت ماهي مقاييس إختياره للترشح قبل الإنتخاب ؟

فلم أجد شرطاً تنموياً أو تفكيراً حضارياً لنوعية المرشح الذي يمنح حق إعطاء الرأي أو التوجيه له بالمراقبة ، بل حملت بشارة التطوير هـذا العام خـبراً خـفـض سـن الناخب إلى ثمانية عشر عاماً ! .

تجاوزت الألم فأعدت التساؤل بصيغة أخرى وتسألت على أي أساس تم إختيار العدد لكل مجلس ، ونحن نرى بأن غالبية المنتخبين والمعينين يكادون من فئة واحدة حتى و إن نال المعلمون شرف الأغلبية ، والحقيقة لا جواب !

تذكرت قول الشاعر : ” إنما المرء حديث بعده … فكن حديثاً حسناً لمن وعى ” .

أغمضت عيني وقلت لنفسي أين الناخب ؟!

فوجدته لا يملك إرادته ولا قانوناً يحمي صوته فهو الخاضع لقانون الفزعات والحميات الغير محمودة فوجدتني مجبراً على التوقف لكي لا أحبط .

وناديت قلمي يكتب رسالة ترحم بها تلك المولودة ، فالأمر يتطلب من وزارة الشؤون البلدية والقروية إعادة النظر في الآلية الإنتخابية والإجرائية والصلاحيات الممنوحة ، لتقدم المجالس البلدية دوراً تنموياً في بناء المكان والإنسان وتشكيل الحضارة بما يتفق ولباس الفخر والإعتزاز .

لابد من وضع ألية للكراسي المطلوب شغلها قبل إختيار من يترشح لها ، ألية نوعية بما يتفق ومتطلبات العصر وجودة البناء الذي لا يتم الا بالعلم والتنوع في المجالات التنموية ، ولا أعتقد أن شهادة الثانوية العامة مقياساً لمنتخب يعيش وسط مجتمع في 2015م يقدم رأيه أو يراقب مشروعاً تنموياً ، ومن ثم تطبيق مبدأ المحاسبة لعضو تخاذل عن أداء واجبه ، فلم نسمع خلال السنوات الماضية عن عضو أعفي من عضويته لتخاذله فالمجالس البلدية لم توجد لزيادة الدخل وإنما وجدت للبناء.

ومضة :

وضعت لنا تباشير الدورة الجديدة كعكة زينت بها موائد المجالس وهي السماح للمرأة بدخول المجالس البلدية فتجمهر الناس يتساءلون هل يحق لها الإنتخاب أو لا ؟ ولماذا ؟ وكيف ستقدم المرأة دورها في المجلس ؟ إنشغلوا بالمرأة القادمة للساحة وتركوا الأهم ألا وهو ماذا قدمت لنا المجالس البلدية في الدورات الماضية .

محبرة أخيرة :

خلال الـ 12 سنة الماضية إستطاعت محافظة خليص الحصول على العلامة الكاملة [ أ ] بينما لا زال المجلس البلدي بالمحافظة يعامل على الفئة ج .

مقالات سابقة للكاتب

4 تعليق على “المجالس البلدية هل ولدت صماء بكماء ؟!

الشيخ

مقال رائع من كانت نترقب كتاباته وجديدة
وهذا المقال جاء ع جروحنا وأوجاعنا وغاص فيها برفق
نتألم من وضعنا حقيقة . فلا بلديتنا للأسف نهضت وطورت في وقت الطفرة وﻻ مجالسنا البلدية في دوراتها الثلاث المتتالية استطاعت ان تقدم شئ سوى تعميق هوة العصبية بل انها أ وجدت مستجدات ع الساحة تتمثل في الفزعات وتكفى وطلبتك صوتك وترسيخ مبادي هدم المجتمع وتمزيقه الى قبائل ومناطق بل الى عوائل واحياء
والآن نريد ان نزج بالمرأة في سوق النخاسة كي تغوص هي الأخرى في وحل العصبية والثقافة المتخلفة لنرجع الى الخلف مئات السنين .
ياليت ثم ياليت لم تكن هناك مجالس بلدية فأنها لم تقدم شئ الا مزيد من التخلف والتمزق والكره والحقد بين مجتمع خليص.
وانني ادعوا لمقاطعة هذي الانتخابات ليس لسؤ من سيتقدم لها . ﻻ بل من أجل لحمة مجتمعنا فهي أهم من عامود كهرباء أو سفلته او خدمة ستأتي لنا ﻻ محالة .

عبدالرحيم الصبحي أبـو أوس

شكرا أخي الشيخ لمداخلتك وإن كان حديثي عن المجالس البلدية عموما ولم أقصد المجلس البلدي هنا فهناك ما يقرب من 240 مجلسا بلديا للأسف تشترك في المشكلة ذاتها ولكي لا نصل إلى حد المطالبة بالمقاطعة فإنني ومن خلال مقالي التمس معكم تشخيصا قد يفيد قد ينقض أو يحسن صورة المجالس البلدية في وطننا الغالي ليتم من خلاله مرحلة البناء فالبحث عن أسباب المشكلة تجب قبل اعطاء العلاج واختياره .
وأما المرأة فهي نصف لا يكتمل إلا بنصف ولا يوجد فى الإسلام ما يشير إلى انتقاص حقها وعدم قبول رأيها ولنا في قصص القرآن الكريم ما يؤيد تقديرها ولكن أرجو ألا يكون وجود بلا هوية ولا مقياس فكل لك بيت حدوده ولكن بيان رسالته

ابو مازن

مقال يأتي بالواقع الملموس ولكن لربما الأمل قادم في فهم معنى ان تنتخب وليس ان تفزع ولربما الدورات القادمة ستشهد تحديد شروط يجب ان تتوفر في المرشح تعتمد على الكفاءه وليس القبليه ولا المناطقية فأنا متفائل بالقادم على اعتبار ان ثقافة الانتخابات لازالت جديده في مجتمعاتنا مع أطيب تحياتي

عبدالرحيم الصبحي ـ أبو أوس

هذا ما نريده يا أبا مازن ولكن ألا توافقني أن الاثني عشر سنة في عصر الجديد والتجديد تعتبر كبيرة جدا أملي ألا ننتظر كثيرا أملي أن نجد قيم الايجاب ومعاول النجاح تقتحم اسوار الأوراق إلى واقع نتمناه لأنفسنا و أبنائنا ومجتمعنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *