المعلم من الفصول لمنازلنا

سبحان الله مغير الأحوال بين فَيْنَة وأخرى ، بالأمس القريب لا يكاد يمر يوم دون أن تقرأ عن المعلمين تعليق فيه ما فيه إلا القليل ممن عرفوا أهمية المعلم والدور الذي يقوم به تجاه أبنائه الطلاب من متابعة وتعليم وتوجيه وتذليل صعاب وتعزيز وتشجيع ، وفجأة ومع ما نعيشه من تغير لم يكن بحسبان أحد أصبح الجميع يمارس دور هذا المعلم مع أبنائه وأدرك بنفسه ما يقوم به هذا الجندي الذي كان يتفنن في التعليق عليه من لا يدرك أهميته والتقليل من المشقة التي يعانيها مع الطلاب ، فلقد أخرجت لنا هذه الأزمة دور هؤلاء الرجال بأهميتهم.

في وسائل التواصل الاجتماعي شاهدنا وقرأنا ردود فعل حقيقية لحال بيوتنا مع أبنائنا من الساعة السابعة صباحاً حتى السابعة مَسَاءَاً والجميع في حالة استنفار مع أبنائهم في متابعة تحصيلهم متنقلين بين القنوات والمنصات المدرسية مطالبين الأبناء في الحرص على الوقت والاستفادة مما قدمته الوزارة من دروس متوافقة مع الخطط الدراسية للمنهج المدرسي لكل مرحلة ، ما نعيشه حديث الساعة في وسائل التواصل الاجتماعي واللقاءات العائلية ،وجلسات الأصدقاء والزملاء الكل يستعرض ما مرَّ به في يومه خلال متابعة أبنائه من مشكلات .

من هنا يجب علينا جميعاً الاستفادة مما نمر به من تربية الابن على تحمل المسؤولية تجاه نفسه في تحصيله العلمي ولنعطي نسبة ونحن نمر بالأسبوع الثاني من هذا الفصل الدراسي في نجاح هذه التجربة بعيدًاًّ عن سبب ذلك، القافلة بدأت بالمسير والجميع سلَّم بالوضع وأن لا تراجع من قبل الوزارة الوسائل متاحة ، ولكن يجب على الأسرة التقليل من الضغط على الأبناء وتركهم يخوضوا التجربة بأنفسهم تدريجياً ليصبح يوماً ما ناجحاً فيم أُوكل إليه وأراه قريباً جداً ولنا في ( نظام المنازل) تجربة حيه يعلمها أصحاب المهنة جيداً فكم من طالب منازل حاز على تقديرات تفوَّق بها على زملائه المنتظمين على مقاعد الدراسة.

بعد مرور هذه المرحلة أتمنى من وزارة التعليم أن تترك لطالب المرحلة الثانوية حرية الاختيار  للدراسة عن بعد والعمل ،فالعمل يُكسب الطالب مهنة تفيده في مستقبل حياته ويكون له الأولوية في التوظيف بنظام الساعات وتشجيعه لنيل العلم فهنا نعزز كثير من السلوكيات الإيجابية المفيدة .

وللقائمين على العملية التربوية نداء بأن يتعاملوا مع هذه المرحلة برفق وعدم مطالبة الطالب أو الطالبة بما يصعب عليهم من تحقيقه للمادة التي يدرسها ، التركيز على الهدف فقط حتى نمكن الطالب /ة من استيعاب هذه الظروف فكثير من الطلاب والطالبات وخاصة المرحلة الابتدائية غير مستوعبين هذا.

قريباً بإذن الله تعالى تنجلي هذه الجائحة وتعود مدارسنا كما كانت ويغرد المجتمع بأكمله للمعلم  احتراماً وتقديراً لدوره الذي يقوم به فقد أدرك الجميع أهميته .

عبدالعالي طاهر الطياري

مقالات سابقة للكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *