داعش وأشياء أخرى…!

   يقول الله عز وجل : ( وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون) ، لاحظ أن الأمن يسبق الرزق ، ونعمة الأمن لا تساويها نعمة ولا يمكن أن يهنأ الإنسان بطيب عيش وهو غير آمن.

     مشوار إلى أقرب سوق خضار لتلاحظ أن الفواكه والخضروات قد سيقت لنا من أنحاء المعمورة ، نأخذ ما نشاء وندع ما نشاء، نسافر في الإتجاهات الأربعة دون وجل أو قلق ، وفي أي ساعة من ساعات الليل والنهار بطول البلاد وعرضها ، بينما أكثر البلدان تقدماً وفي أشهر مدنها تجد من يحذرك بعدم التحرك بعد العاشرة ليلاً خوفاً على سلامتك!!

     قال تعالى: (أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير) خوطب بهذه الآية أفضل البشر بعد الرسل صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم عندما هُزم المسلمون في معركة أحد وقتل وجرح من الصحابة الكثير رضي الله عنهم أجمعين ، فما بالك بمن دونهم !

     لكن في المقابل تجدنا وقد تسابقنا في بناء أهرامات أطعمة لا نستطيع الوصول إليها إلا بسلم ، ونتنادى لبيع وشراء نوقاً وأغناماً بملايين الريالات ، ويتسابق الكثير من فتياتنا لملابس وجودها كعدمها ، ويتطاحن الإخوة وأبناء العمومة على حفنة من تراب أو ملايين ورثت عن أب كدح سنين عمره فيها ، نمتطي ونقود سياراتنا كما نمتطي ونقود الجمال ثم نشتكي كثرة الحوادث وضيق المستشفيات ، نختلف عند أتفه الأسباب ثم لا يكون للود مكان ، وتنقطع الأرحام وتمر السنون ونشتكي قلة الأمطار تنزع بركة الرزق والأعمار وكأننا لم نحدث ذنباً ، ولم نفكر بتوبة.

     جوع وخوف قتل ونهب وسلب في بلاد وطيء أرضها كثير منا عندما كانت جنات وأنهاراً وخيرات تجبى لها من كل مكان فأصبحت بين عشية وضحاها مسرحاً للفوضى والتخريب ، تفنن الأعداء في زرع الفتنة ومنظمات القتل بأرضها دون وازع ديني أو أخلاقي ذهب ضحيته الملايين من الناس ، لكننا يجب أن نعي جيداً أن كل ذلك هو مما كسبت أيدينا ويعفو الله عن الكثير.

     لنحدث توبة وأوبة إلى الله عز وجل ونكف عن تبرئة أنفسنا قبل أن تنزع هذه النعم ، وإذا نزعت من قوم قل أن تعود إليهم.

والله المستعان. 

محمد سعيد الصحفي / محاضر بالكلية التقنية بجدة

 

 

 

مقالات سابقة للكاتب

10 تعليق على “داعش وأشياء أخرى…!

البشري

نعم جزاك الله خير
ليت قومي يعلمون أن المعاصي تزيل النعم وتحل النقم ، فما زالت عن العبد نعمة إلا بذنب ، ولا حلت به نقمة إلا بذنب ، كما قال علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – : ما نزل بلاء إلا بذنب ، ولا رفع إلا بتوبة .
قال تعالى : وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير
وقال تعالى : ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
فأخبر الله تعالى أنه لا يغير نعمه التي أنعم بها على أحد حتى يكون هو الذي يغير ما بنفسه ، فيغير طاعة الله بمعصيته ، وشكره بكفره ، وأسباب رضاه بأسباب سخطه ، فإذا غير غير عليه ، جزاء وفاقا ، وما ربك بظلام للعبيد .
فإن غير المعصية بالطاعة ، غير الله عليه العقوبة بالعافية ، والذل بالعز .
وقال تعالى : إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له وما لهم من دونه من وال.

أبوسعود

في السنوات الأخير ة زاد كفران النعم وزاد البذخ والتباهي بها
ورأينا أكوام الرز واللحم ترمي في حاويات النفايات
نسأل الله أن لا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا

ابوباسم

نفع بك اخي اباعمر وكتب أجرك .لقد أثرت موضوعا مهما وفي وقته…ويستحق كل أهتمام .
(أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير).!!!!
فعلا كان من الأولى بنا اذا أبتلينا ببلاء أو مصيبة كهذا الإبتلاءات وهذه المصائب التي تفاجئنا بين وقت وٱخرى . ان نعود لإنفسنا ونحاسبها ويبحث كل واحد في نفسه عن تقصيره في جنب الله قبل. أن يقول {أنا هذا}؟ لا خروج من مثل هذه الابتلاءات التي ابتلي بها المسلمين في بلدانهم في كل مكان الا بالعودة الى الله والتوبة والاستغفار من الذنوب.
. أن هذه الابتلاءات وهذه الانذارات ما يفطن لاسبابها ويعقلها الا أصحاب الفراسة وإلإيمان الصادق وهؤلاء هم الذين ينظرون بنور الله . اما أصحاب النظرة القاصرة فهم دائما يضعون الامور في غير نصابها فيحملون أسباب هذه المصائب والابتلاءات فقط على الماديات والمحسوسات العينية ولم يعودا لانفسهم يتهموها بالتقصير ويقولون هذا من عند أنفسنا وكأنهم هم أصحاب الكمال ! وغيرهم هو السبب في مصائبهم ومايحدث لهم من ابتلاءات ومصائب. ونسوا قوله تعالى:
{{إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ}}
و قد ذكربعض أهل العلم ان هناك ثمة أسباب عظيمة لنزول البلاء نسال الله العافبة :
الأول: كثرة الذنوب والاستخفاف بها. 
الثاني: المجاهرة بالمعاصي وإظهار الفواحش.
الثالث: ظلم العباد والتسلط على حقوقهم.
الرابع: تعيير المسلم والازدراء منه والشماتة به.
الخامس: العقوق والقطيعة.
السادس: الركون للظلمة ونصرة أهل الفساد.
السابع: أكل الحرام والتحايل على المحرمات.

اللهم أرنا الحق حقا وأرزقنا تباعه .وأرنا الباطل باطل وأزقنا أجتنابه. وأحفظ بلادنا وبلدان المسلمين من كل بلاء وفتنة.
آمين..

وليد بن محمد الصولي

بارك الله فيكم وفيما تكتبون .

المجتمع بحاجة فعلاً إلى توعية .

غفر الله لنا ولهم ،،،

ايجابي

عفوا …
لا ينبغي أن يكون التعليق على المقال بمقال آخر . خفوا علينا التعليق كلمتين ورد غطاها ولاحد يزعل !

متعب

صدقت لكن المشكلة جميع اللي يعملون هذا الاسراف يعلمون انه حرام
وأن المبذرين أخوان الشياطن وأنه لايجوز رمي الطعام في الزبالة وأنه فيه ناس تموت من الجوع
لكن مع ذلك يعملون الاسراف في الزواج وفي الأعياد وكل المناسبات
هذي هي المشكلة الأكبر
هل هو عدم خوف من الله أو ضعف إيمان أو يخشون الناش أكثر مما يخشون الله؟

مسفر سعيد ال شايع القحطاني

بارك الله فيك مقال يحكي الواقع بكل تفاصيله الدقيقة وابداع في وصف ما ال اليه حال الامة الاسلامية في هذه الازمان، ويحوي على نصائح وتوجيهات تربويه عامه لكل شخص ومجتمع. ما نعانيه ونسموا منه بالفعل هو نتاج ما كسبته ايدينا من ذنوب وتساهلنا فيه وعدم الاستغفار والتوبة النصوح. نسأل الله ان يردنا اليه ردا جميلا وان يعفو عنا وان يحفظ لنا امننا ووطننا وديننا وان يرد كيد اعدائنا واعدا هذا البلد الامن في نحورهم. ابدعت يا أستاذ محمد

س. الحربي

نعوذ بالله من كفران النعم
ليت الدولة تتدخل وتمنع الحفلات التي لا طائل من ورائها غير الاسراف
لابد من الأخذ على يد السفيه

عبدالله الشيخ

بارك الله فيك وفي قلمك
المجتمع يحتاج للتوعية والتذكير بالمقالات والرسائل وخطب الجمع حول خطورة الاسراف

محمد الصحفي

إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
إن كان تغيير للأفضل أو تغيير للأسوأ
أهلنا في ماضي الزمان ماكانوا يجون لقمة العيش
وجئنا نحن اليوم وأولادنا نرفل في النعم ولا نعرف لها قيمة
اللهم لا تغير علينا ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *