تعتبر تجربة الإنتخابات البلدية تجربة جديدة على المجتمع السعودي سعت فيها الدولة على إشراك المجتمع في صنع القرار والمشاركة في سن الأنظمة ومحاسبة المقصرين .وقد إنتهت الآن دورتان إنتخابيتان ونحن على مشارف الدورة الإنتخابية الثالثة ، وعلى الرغم من ذلك إلا أن الدورتان السابقتان لم تحقق الهدف الذي سعت الدولة من أجله وهو إنتخاب الأكفاء الذين يقدمون خدمة مجتمعية ، وذلك بسبب عدم إستيعاب المجتمع لفكرة الإنتخاب والبحث عن الكفء حيث لازال الفكر القبلي والمناطقي هو المسيطر دون النظر للمصلحة المجتمعية التي تفيد المواطن وتساهم في التنمية .
لقد كانت مخرجات الإنتخابات في الفترة الماضية دون المطلوب ولولا أن هناك أعضاء يتم تعيينهم من قبل الدولة يتم بهم تطعيم المجالس البلدية لأصبحت غالبية المجالس البلدية لا تقدم ولاتؤخر ولا يستفاد منها في تقديم مشوره أو فكر أو رأى.
لقد ساهم المجتمع في ذلك من خلال إعطاء أصواتهم لأشخاص لا يستطيعون أن يساهموا بشى في تنميه مناطقهم حيث كانت أصواتهم تمنح تعصباً لقبيلة أو منطقة معينه لشخص لا يفقه شيئا هدفه البحث عن زعامة أو بريق إجتماعي يتقدم به في الصفوف الأولى في المناسبات الإجتماعية متقلداً بشته.
لابد أن يعرف أي مواطن في المجتمع أن صوته أمانة يجب أن لايعطيه إلا لمن يستحقه وليس لطالبي “الفزعة” الذين إمتلأت بهم شبكات التواصل الإجتماعي يستجدون ويطالبون بالفزعة وإثارة النعرات لتحقيق مصالحهم ، وما إن يتحقق طلبهم حتى يتوارون عن الأنظار ويختفون ويتخلون عن كل ما وعدوا به .
يجب أن تكون هناك محاسبة حقيقية ونظرة مستقبلية ثاقبة نعرف من خلالها ما يمكن أن يقدمه لنا أي مرشح ، وأن نحاسبه على ذلك لابد من التجديد فهو سنة الحياة ولابد من البحث عن أفكار جديدة يتم طرحها لتنمية هذه القرى .
يجب أن نكون أكثر وعيا وفهما وأن نكون قد إستفدنا من دروس الفترات الماضية من الوعود البراقة وأمنيات السراب التي توارت واختفت بعد الإنتخابات ..
يجب أن نبتعد عن ترشيح طالبي الأضواء والشهرة على حساب تنمية هجرنا وقرانا ومناطقنا وأن نبحث عن من يكون صوتا لنا تهمه مصلحتنا يستميت في السعي لرقي هذه الهجر والقرى والمناطق التي غيب عنها الإهتمام .
يجب أن لا ننخدع وراء الكلام المعسول ووعود السراب وأن نقيم الشخص تقييم منطقي ولا ننسى أن هذه الفترة ستشارك فيها المرأة والتي سيكون لها صوت قوي بجانب الرجل ، فهل ستتغلب حواء وتحقق ما غلب عنه رجال الفلاشات وباحثي الأضواء والشهرة ؟!
سلمان السلمي – محرر بصحيفة عكاظ
مقالات سابقة للكاتب