على هواك اجتمعنا أيها الوطن
فأنـت خـافـقـنا والروح والبدن (1)
وإن تـعـدد فـيـنـا لـون أعيننـا
فأنت أجمل لون صاغـه الزمـن
ما بين ترانيم المساء وإطلالة القمر في السماء وتلاطم أمواج البحر في الليلة الظلماء صيغت الحكاية وسجلت الرسالة لمن رسم على الحرف معنى الحب والولاء ووصف بوطن المحبة والإباء فمنح أقلامنا حسن التعبير وألف محبته الكبير والصغير ولأنه العشق الكبير احترت من أين أبدأ ؟ وكيف أبدا ؟ فمن صهيل الخيل وزفي الرياح انطلقت في ثلاثين عاما مرحلة التوحيد وتأسيس بلد التوحيد تواصلت فيها الجهود وبذلت له صادق العهود ليكون هذا الوطن أغلى أوطان الوجود ولذلك جاءت بداية الحكاية من أجمل حكايا البداية التي انطلقت بغرس أول أسس التمكين باعتماد كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم للوطن دستورا وللمواطن منهجا وبين العالمين فخرا ويكفيه تفاخرا بأن يكون للإسلام هوية فجاء قبلة للإسلام ومهوى أفئدة أهل السلام نعم بلدا إسلاميا إذا ذكر الإسلام ذكرت السعودية.
وللحكاية أزهار تسر الناظرين وأعطارا تفوح شذا للشاكرين فالحمد لله رب العالمين الذي أنعم علينا بنعمة الأمان والأمان في وقت اشتكى الجميع فيه من حولنا غربة الزمان ووحشة المكان :
نعم ..نحن أبناء الذين انحنت لهم رمال الفيافي .. وأنحـى لهم الصخر (2)
فـلا مـوضوع في الأرض إلا ووشمنا عليه .. وفي كل الجهات لنا ذكر
وبدت الحكاية فصولها تعدد تصف حكاية اسطورية لكنها من نسيج الواقع لا الخرافة والمشهد يبدو مخيفا لأنه يبدو كواقف أمام جبل بركاني يتفجر حمما مضيئة تعلن خروج كنوز الأرض في صحراء البلاد وأهمها النفط والغاز فتدور عجلة التنمية والاقتصاد وتصل بالوطن اليوم لأكبر مصدر للنفط في العالم ويمتلك ثاني أكبر صندوق استثمارات سيادية في العالم وبذلك المملكة اليوم تصنع القرار الاقتصادي الدولي بما تمتلكه من اقتصاد قوي قادها مؤخرا لقيادة قاطرة الفرص الاقتصادية في قمة العشرين 2020
أعيذ أحلى حمى بالواحد الأحد
من العيون التي تحيا على الحسد(3)
يغيظها ان تـرى فـيه يـدا بـيـد
أو أن تـرى كبدا تهفو إلى كبد
أو أن ترى أحدا يحـنـو على أحد
فيه وأن تلتقي روحـان في جـسد
وتستمر الحكاية تتنقل من التأسيس إلى القوة التي تدعم بناء النهضة السليمة بعزم وحزم فتمضي حركة التاريخ نحو المستقبل الزاهر برؤية الطموح التي تنطلق من المجتمع وتعود إليه فهو محور البناء وهدف العطاء ويؤكد ذلك قادة هذا الوطن منذ المؤسس يرحمه الله إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله بأن أمن المملكة ونموها وعلو كعبها الاستراتيجي وأمن مقدساتها و حياة إنسانها وكرامته وسمو مكانته وأمن ثرواتها وأمن استقرارها مقدما على كل ما سواه .
ومع ختام الحكاية تتجلى رؤية الرسالة فمن يمتلك كنزا كهذا الوطن ؟ ومن يلتحف السماء ويمشي الأرض أمنا وسلاما كأمن هذا الوطن ؟ إنه الوطن الذي سيظل نـجـمـا ينير كل عتمه وقنديلا يشعل كل ظلمه يسمو بكل مغنى وأكبر من كل معنى فلا تتعجبوا أن رأيتم قلمي يشدو للوطن وينثر بين ثنايا الحديث إليه أجمل لآلئ العربية ليرقى أعلى منابر العالمية فيشدو الحنين بأننا سعوديين نعشق السعودية.
لكِ يا بـــلاد الـخـير رأسٌ شـامـخ فــخــذي زمـام المكـرماتِ وقودي (4)
(1) (2) (3) : الشاعر : حيدر محمود (4) الشاعر : عبدالرحمن العشماوي
عبدالرحيم نافع الصبحي
رئيس اللجنة الثقافية بمحافظة خليص
مقالات سابقة للكاتب