الوحدة الوطنية

إن الإستقرار السياسي مطلب أي دولة ، وهذا المطلب لا ولن يتحقق إلا إذا كانت الدولة تتمتع بوحدة وطنية ، وتحقيق الوحدة الوطنية يعني أن أفراد المجتمع – على اختلاف تنوعهم – عرقيا وجغرافيا ودينيا لديهم هدف واحد ” مصلحة وطنهم ” وهذا الأمر نتاج طبيعي لإحساس أفراد ذلك المجتمع أنهم يعيشون جميعا حقيقة العدالة والمساواة .

ومنذ البداية أدرك الملك المؤسس رحمه الله ضرورة الوحدة ، فعمل جاهدا على تحقيقها ونجح في ذلك أيما نجاح فقد وحد أراض مترامية الأطراف ، وأخضع حاضرتها وباديتها لمفهوم الدولة ثم نشر التعليم بينهم ليقينه أن الجهل هو أحد أضلع ثالوث الدمار ، وبعد وفاة الملك المؤسس رحمه الله حمل الراية من بعده أبناؤه الغر الميامين فنشروه في أرجاء البلاد وجعلوه متاحا للجميع بدون استثناء ليقينهم التام أن التعليم مع توفير كل مايهم المواطن ويحفظ كرامته سوف يعزز في أنفسهم مفهوم الوحدة الوطنية مما جنب البلاد والعباد ويلات الإضطرابات ومشاكل الإختلاف .

واليوم ونحن نعيش في هذا العهد الميمون عهد ملك الحزم والعزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده المقدام صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان أيدهما الله ، تم التركيز على كل ماله علاقة بالوحدة الوطنية وذلك من خلال مجالات شتى ، منها :

فتح المجال أمام المرأة للمشاركة في مجالات التنمية كافة مع ضمان كل مايحفظ حقوقها وكرامتها ، كذلك القضاء على أي مظهر من مظاهر العنصرية والإقصاء والفساد دونما استثناء لأي كان ، مما جعل المواطن يعيش حقيقة لا مراء فيها وهي أنه متمتع بكافة حقوقه ضامن للحصول عليها وفي الوقت نفسه عليه الإلتزام التام بأداء ما استوجب عليه لأن هناك من سيحاسبه على تقصيره.

وعموما فإن ضمان الحقوق والإلتزام بالواجبات لا يتحققان إلا في ظل نظام حكم جاد يسعى ويبذل بدون استثناء لإسعاد المواطن وحماية حقوقه وكفالتها .

بقيت نقطة أخيرة كي يكتمل الحديث – ولو بصورة موجزة – عن كيفية تحقيق الوحدة الوطنية ، وهي المتعلقة بالتعليم وأقصد هنا إقرار تدريس تاريخ المملكة العربية السعودية في جميع المراحل بدون استثناء ، وهذا أمر طبيعي فمن حق أي دولة أن يعرف أبناؤها كل شيء عنها فالإعلام بأذرعه العديدة لا يكفي لتحقيق هذه الغاية ، لأن الطالب / ه ، عندما ترافقه مادة تاريخ المملكة في مسيرته التعليمية سوف يتعرف على تاريخ بلاده بالتفصيل وعلى رجالاتها وماقدموه من تضحيات لتحصين البلاد وحماية المواطن ثم يتعرف على مابُذل ويبذل للمواطن في المجالات كافة من ” صحة وخدمات لا حصر لها ” ، ولا بد أن يتعرف على خدمة بلاده للمسلمين سواء داخل المملكة أو خارجها ، فـ بالداخل العناية الهائلة بالحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة والخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين ، وأما على الصعيد الخارجي فهناك الدعم السخي والمساعدات العظيمة والإهتمام بقضاياهم .

ولعل آخر مثال على ماسبق ، موقف المملكة من الفيضانات العارمة في السودان فقد أمر خادم الحرمين الشريفين بمد جسر جوي للسودان ، وقد نفع الله تعالى بعد الجسر وخفف الله به المصاب حتى أن أحد الإخوة في السودان قال بعفوية تامة : ” لم يقف معنا غير سلمان ” ، مع الإحتفاظ بكل معاني التقدير والإحترام .

حفظك الله يا بلادي ، وستظلين بأمر الله منارة سلم وسلام وشجرة مثمرة وارفة الظلال في ظل قادة يندر أن يجود الزمان بأمثالهم ” عاد عيدك ياوطن أزمنة عديدة وأنت شامخاً عزيزاً أبيا ” .

د. منى بنت سعود الحربي

مقالات سابقة للكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *